أوائل المنشقين عن نظام الأسد.. غائبون عن التشكيلات العسكرية بالشمال المحرر
ضابط منشق: "قدمنا مراراً برنامجاً شاملاً لبناء جيش مستقبلي ولكن تم رفضه".
يغيب أوائل المنشقين عن نظام الأسد من كبار الرتب العسكرية عن قيادة أو تشكيل أي كيان عسكري في الشمال السوري المحرر، ما دفع الكثير منهم للتحول من قائد عسكري إلى عامل يبحث عن رزقه، أو الهجرة خارج البلاد والحرمان من الحقوق بعد التضحيات، والمخاطر التي تعرضوا لها.
ويقول العقيد المنشق عن نظام الأسد مصطفى فرحات من منطقة كفرنبل بريف إدلب لراديو الكل، إنه انشق مع أخويه الضباط عن النظام نظراً لسياسة القمع والتنكيل التي اتبعتها قوات نظام الأسد بحق المتظاهرين في بداية الثورة بعد أن كان يرأس قسم التوجيه السياسي في مطار المزة العسكري.
ويشير فرحات إلى أنه أسس بعد انشقاقه مكتباً إعلامياً في الجيش السوري الحر، ثم عمل كناطق باسم هيئة الأركان في الجيش الحر، مبيناً أنه تعرض لعملتي اغتيال في الشمال المحرر.
ويرجع الفرحات عدم وجود تسلسل هرمي للرتب العسكرية وغياب الترتيب والتنظيم في قيادات الجيش السوري الحر إلى الفصائلية والدول الداعمة، مؤكداً وجود تشكيلات عسكرية يقودها ضابط برتبة ملازم أول.
ويلفت العقيد المنشق مصطفى فرحات إلى أنهم كمنشقين قدموا مراراً برنامجاً شاملاً لبناء جيش مستقبلي وتم رفضه واستبعادهم وتحول عملهم من قادة عسكريين إلى عمال في مجالات صغيرة كمحل بقالة وغيرها.
ويبين العقيد الركن خالد المطلق من مدينة دوما منشق عن نظام الأسد أيضاً لراديو الكل، أنه بعد انشقاقه مَثل الجيش السوري الحر في تركيا بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى ولكن تم إبعاده واستبداله بقيادات أخرى، مشيراً إلى أنه تعرض للتهديد بالقتل هو وعائلته.
ويرى المطلق أن الانشقاقات التي حدثت عن جيش الأسد أعطت مشروعية للثورة وكان من حقهم أن يكونوا جزء من تشكيلات عسكرية ضمنها، لافتاً إلى أن مستقبلاً مظلماً ينتظر المنشقين وعوائلهم في حال لم يتم اتخاذ أي إجراء ينصفهم، علاوة عن الأوضاع المادية والأمنية السيئة التي يعانون منها.
من جهته يوضح الرائد يوسف حمود المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني لراديو الكل، أن فئة المنشقين لا تختلف عن بقية المجتمع كالأطباء والمعلمين أثروا وتأثروا بالثورة كغيرهم وكان لهم دور كبير بمجال العمل العسكري مع فصائل الجيش الحر، موضحاً أن هناك الكثير منهم فضلوا التغيب عن العمل في هذا المجال فضلاً عن مقتل أعداد كبيرة منهم.
وينوه حمود إلى أنه لم يتم تقديم أي تعويض أو راتب تقاعدي للمنشقين بسبب غياب الجهة الرسمية، إلا أن بعضهم تلقى دعماً خارجياً وأسس فصائل عسكرية، لافتاً إلى أن هناك طموحاً لتأسيس مؤسسة عسكرية تراعي التراتبية العسكرية وتنظم العمل بكل مفاصله، لكن هناك الكثير من المعوقات الداخلية والخارجية.
ودفع الكثير من المنشقين بما لديهم من أموال في أمل الحصول على اللجوء في بلد آخر واختطف بعضهم كالمقدم حسين هرموش الذي أسس حركة لواء الضباط الأحرار، في حين تقطعت السبل بغيرهم فاضطروا للعمل في مجالات أخرى.
الشمال السوري المحرر – راديو الكل
تقرير وقراءة: نور عبد القادر