روسيا تتوسط للتهدئة بعد اشتعال المواجهات غربي درعا
6 سيارات إسعاف وصلت مشفى درعا الوطني محمّلة بقتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا خلال مواجهات الريف الغربي
تدخلت روسيا لوقف الاشتباكات المندلعة منذ صباح اليوم في ريف درعا الغربي بين مسلحين سابقين من فصائل المعارضة وقوات من الفرقة الرابعة التي تحاول بسط سيطرتها في المنطقة.
وقال تجمع أحرار حوران عبر صفحته على فيسبوك اليوم الأحد، إن الاشتباكات توقف في الريف الغربي بعد دعوة الوفد الروسي لجنة درعا المركزية لعقد اجتماع تفاوضي مع قيادات الفرقة الرابعة بشأن الأحداث العسكرية الأخيرة في المنطقة.
وأضاف أن 6 سيارات إسعاف وصلت إلى مشفى درعا الوطني محمّلة بقتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا إثر الاشتباكات التي دارت على أطراف طفس واليادودة في الريف الغربي لدرعا.
ونشر التجمع صور بطاقات شخصية لعدد من قتلى قوات الفرقة الرابعة التي حاولت التقدم على أطراف طفس واليادودة غربي درعا.
وفي وقت سابق اليوم، أفاد التجمع بتمكن عناصر سابقين في الجيش الحر من طرد ميليشيات الفرقة الرابعة (المقربة من إيران) من 4 نقاط تقدمت إليها صباح اليوم بين “طفس – المزيريب”، فضلاً عن مقتل 3 من عناصر المليشيات وإصابة 7 آخرين على الأقل.
كما أكد وقوع إصابات في صفوف المدنيين بمدينة طفس جراء استهداف قوات النظام منازل المدنيين بالمدفعية وقذائف الدبابات.
وأثار التصعيد العسكري لمليشيا الفرقة الرابعة ضد الريف الغربي حالة توتر شديد في عموم أرجاء المحافظة، كما تضامن عدد من عناصر فصائل المعارضة السابقين في مدن وبلدات الحراك والجيزة وبصر الحرير وانخل بريف درعا مع مدينة طفس وحذّروا نظام الأسد من التصعيد.
كما نفذ عدد من أهالي مدينة درعا وقفة احتجاجية ظهر اليوم أمام المسجد العمري لمساندة مدينة طفس وبلدتي المزيريب واليادودة غربي المحافظة.
وكانت لجنة درعا المركزية أعلنت في بيان اليوم النفير العام للوقوف في وجه النظام وحملته العسكرية ضد الريف الغربي.
وأكدت اللجنة أن هذا الإعلان جاء بعد اجتماع جمعها أمس مع النظام، والذي اشترط تهجير أبناء المنطقة للشمال السوري مقابل إيقاف التوتر العسكري وإجراء تسوية جديدة.
وأضافت اللجنة أن “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام والمقربة من إيران أقدمت صباح اليوم على حرق البيوت وسرقة ممتلكات الناس وحاصرت بعض القرى.
ويوم الجمعة، أفاد التجمع بنية ميليشيات الفرقة الرابعة دخول الريف الغربي للمحافظة عبر مرحلتين، الأولى من مدينة درعا حتى مساكن جلين، والثانية من المساكن حتى بلدة الشجرة، وذلك بهدف تعزيز القبضة الأمنية على المنطقة وإطباق الحصار بشكل أكبر على المدن والبلدات.
وقال التجمع أن ضباطاً من الفرقة الرابعة عقدوا اجتماعاً مع قادة مجموعات محلية انضموا إليها بعد عمليات التسوية للتحضير لدخول تلك القوات إلى الريف الغربي والضغط على اللجان المركزية في المنطقة، مشيراً إلى أن ضباط الرابعة هددوا بالتصعيد والحل العسكري في حال مقاومة دخول التعزيزات الجديدة.
كما طالب ضباط الفرقة الرابعة بتسليم نحو 100 شاب من بلدات المزيريب واليادودة وطفس رفضوا الانضمام لميليشيات النظام بعد عمليات التسوية، بالإضافة لعودة المنشقين عن ميليشيا الفرقة الرابعة إليها.
وبحسب التجمع، تسعى إيران عبر ذراعها العسكري الممثل في الفرقة الرابعة إلى بسط سيطرتها على كامل الجنوب السوري، وإعلان بداية مرحلة جديدة في المنطقة، شعارها تنفيذ المشروع الإيراني وقتل وتحييد المناوئين له.
وتأتي عمليات الفرقة الرابعة بعد مطالبة روسيا لجان المصالحة المركزية في درعا تهدئة الأوضاع في المحافظة، وذلك في محاولة لتهيئة الأجواء “للانتخابات الرئاسية” التي يعتزم نظام الأسد إجراءها منتصف العام الحالي، وفق ما أفادت صحيفة القدس العربي.
وتحاول الفرقة الرابعة المقربة من إيران تعزيز تواجدها في درعا على حساب اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم روسياً والمناهض لسياسات إيران.
ويتهم عناصر اللواء الثامن قوات النظام الموالية لإيران بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات ضد عناصر اللواء وقيادات سابقة في فصائل المعارضة.
وسجلت الأسابيع والأشهر الماضية العديد من حالات التوتر والمواجهات بين عناصر اللواء الثامن وحواجز تابعة لقوات النظام أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
كما اعتقلت أجهزة النظام الأمنية عدداً من عناصر وقياديي اللواء الثامن لأسباب مجهولة.
وكانت قوات النظام سيطرت بدعم روسي على درعا في تموز عام 2018 بعد أن فرضت اتفاق تسوية على فصائل الجيش الحر في المحافظة.