العبدة: لا علاقة لمسار اللجنة الدستورية بانتخابات النظام الرئاسية
رئيس هيئة التفاوض: "الانتخابات التي يستعد لها النظام هي انتخابات غير شرعية ولا تُمثّل السوريين".
أكد رئيس هيئة التفاوض عن المعارضة السورية، أنس العبدة، أن اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف لا علاقة لها بانتخابات النظام الرئاسية التي يتوقع إجراؤها بعد أشهر.
وقال العبدة في حديثٍ مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، أمس السبت، قبل يومين من انطلاق الجولة الخامسة للجنة الدستورية، “لا علاقة لمسار اللجنة الدستورية بالانتخابات”، موضحاً أن “اجتماعات اللجنة الدستورية متصلة بالقرار (2254)، والانتخابات التي نتحدث عنها نحن هي التي تكون في إطار تطبيق القرار الأممي، والتي تأتي بعد الدخول في مرحلة الحكم الانتقالي وكتابة الدستور الجديد”.
وأردف “لذلك فإن عمل الدستورية سيكون دون جدوى إذا لم نبدأ العمل على بقية سلال القرار (2254) بما فيه سلّة الحكم الانتقالي وإجراءات بناء الثقة”، مضيفاً أن “الانتخابات التي يستعد لها النظام هي انتخابات غير شرعية، ولا تُمثّل السوريين”.
وكلام العبدة يأتي متوافقاً مع كلام المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون الذي قال الأربعاء الماضي: “لا توجد محادثات سياسية بين السوريين إلا على المسار الدستوري. والانتخابات الحرة والنزيهة التي ستجرى بموجب دستور جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن 2254، تبدو بعيدة في المستقبل”.
هذا الكلام يؤكد أن المعارضة السورية لن تلعب أي دور ولن يكون لها أي تأثير في الانتخابات التي سيجريها النظام بالأشهر القادمة والتي سيترشح لها رأس النظام بشار الأسد للمرة الرابعة على التوالي حيث كان يتولى الرئاسة بـ “أغلبية ساحقة” في أجواء تغيب عنها الديمقراطية ويجبر الناخبون فيها على اختيار بشار الأسد.
ومن المتوقع أن تنطلق يوم غدٍ الاثنين اجتماعات الجولة الخامسة للجنة الدستورية السورية في جنيف، التي انطلقت في تشرين الثاني بالعام قبل الماضي من أجل صياغة دستور جديد لسوريا ضمن مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254، والذي لم يحدث حتى الآن.
والجولة الخامسة للجنة الدستورية هي أول جولة يتم الاتفاق على جدول أعمالها من خلال الجولة الرابعة السابقة، لكن توقيت انعقادها يتزامن مع خلافات داخلية بين مكونات هيئة التفاوض السورية المشاركة في اجتماعات اللجنة.
أنس العبدة علق على تلك الخلافات لسبوتنيك بالقول: إن “الخلاف الحاصل داخل هيئة التفاوض السورية هو خلاف داخلي وتقني، مضيفاً أن “الخلافات هي حالة صحية ونحن في هيئة التفاوض قادرون على تجاوز هذه الخلافات التقنية، ونحرز تقدماً في ذلك”.
كما علق على إرسال أعضاء في الهيئة عن (منصة موسكو ومنصة القاهرة وهيئة التنسيق) رسالة لبيدرسون يطلبون منه التدخل لحل الخلافات، قائلاً: “ليست من مهام المبعوث الأممي إلى سوريا أن يتدخل في هذه الأمور الداخلية”، و”لذلك لن يكون للمبعوث الأممي دور الوساطة التي طلبتها الرسالة”.
وكان يحيى العريضي المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية، اتهم أيادياً خارجية بالتدخل بهيئة التفاوض، قائلاً: إن هذه الأيادي “لها هدف من خلخلة الهيئة ونسف مصداقيتها خاصة أنها الجهة الوحيدة الموجودة سياسياً وتفاوض النظام وتسعى للتمسك بالقرار الدولي”، دون أن يحدد هذه الأيادي.
وهيئة التفاوض تابعة للمعارضة السورية انبثقت عن مؤتمر الرياض في كانون الأول 2015، وأنشأت نسخة جديدة من الهيئة خلال مؤتمر الرياض 2 في تشرين الثاني 2017.
ومهمة هذه الهيئة التي يتوزع أعضاؤها على الائتلاف الوطني والفصائل المقاتلة والمستقلين ومنصتي القاهرة وموسكو وهيئة التنسيق، الإشراف على التفاوض مع النظام ضمن مسارات ترعاها الأمم المتحدة.
وشاركت الهيئة في مفاوضات جنيف 3 وجنيف 4 ومفاوضات أستانا، بشأن الأزمة السورية، كما أنها شاركت في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جولاتها الأربع السابقة.