نظام الأسد يرد على الغارات الإسرائيلية برسالة ثالثة لمجلس الأمن خلال أقل من شهر
استهجنت الرسالة ما وصفته بـ"الصمت الرهيب" من قبل كثيرين في المجتمع الدولي
خاطب نظام الأسد للمرة الثالثة خلال أقل من شهر الأمم المتحدة مستجدياً إياها إدانة الغارات الإسرائيلية، التي تستهدف مواقع قواته والمليشيات الإيرانية الموالية لها، دون أن يوضح أسباب تجنبه الرد على تلك الغارات أو فشله في التصدي لها.
جاء ذلك في رسالة وجهتها وزارة خارجية النظام، أمس الجمعة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي ورئيسة مجلس حقوق الإنسان.
وقال الوزارة: “ارتكبت إسرائيل يوم الجمعة عدواناً جديداً على أراضي الجمهورية العربية السورية في محيط مدينة حماة أسفر عن استشهاد أسرة من أب وأم وطفلين وجرح أربعة مواطنين آخرين من نفس العائلة وتدمير عدد من منازل المدنيين الأبرياء”، بحسب ما نقلت وكالة سانا.
وأضافت: أن “هذا العدوان يأتي استمراراً للاعتداءات الإسرائيلية التي بلغت خلال أقل من عام أكثر من خمسين عدواناً”، وفق تقديرها.
وتابعت الوزارة: إن “تلك الاعتداءات ليست انتهاكاً سافراً لحرمة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية فحسب، بل تشكل اعتداءً صارخاً على شرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي بشقيه العام والإنساني”، تبعاً لقولها.
واستهجنت الرسالة ما وصفته بـ”الصمت الرهيب” من قبل كثيرين في المجتمع الدولي واعتبرت أنه “يشجع إسرائيل على الاستمرار في اعتداءاتها”.
وناشدت الوزارة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إدانة هذه “الاعتداءات الإسرائيلية على اعتبار أنها تشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار في المنطقة”، مشيرة إلى حقها في “الدفاع عن حرمة وسيادة الأراضي السورية وحماية مواطنيها”، بحسب ادعائها.
ولم تحمل الرسالة أي تبرير لعدم تصدي قوات النظام للغارات الإسرائيلية التي تطال مواقعه.
وأمس الجمعة، أعلن نظام الأسد تعرض مواقع له في محافظة حماة لقصف صاروخي إسرائيلي، هو الثالث منذ بداية العام الحالي.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري (لم تسمه)، أن “القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل عائلة من أب وأم وطفلين وجرح 4 آخرين هم امرأة وطفلان وعجوز، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة منازل للمواطنين على الطرف الغربي لمدينة حماة”، حسب زعمها.
وسبق أن وجه نظام الأسد في 7 من الشهر الحالي رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بعد تعرض مواقع عسكرية له في ريفي دمشق والسويداء لغارات يعتقد أنها إسرائيلية.
كما استجدى النظام مجلس الأمن في 30 من كانون الأول الماضي وقف الهجمات الإسرائيلية بعد هجمات مشابهة.
ويشن سلاح الجو الإسرائيلي بشكل متكرر غارات ضد مواقع قوات النظام والمليشيات الإيرانية غير أن تل أبيب نادراً ما تعلن مسؤوليتها عن تلك الغارات.
وعادة ما تزعم قوات النظام التصدي للغارات الإسرائيلية وتتكتم عن حجم الأضرار التي لحقت بقواتها، كما تحول تكرار قيادة تلك القوات لعبارة “سنحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين” إلى مثار سخرية وتندر للسوريين على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي 26 من كانون الأول الماضي، قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان، إن “إسرائيل هاجمت مواقع في سوريا وأطلقت أكثر من 500 قذيفة وصاروخ ذكي خلال العام المنصرم ولم تتلقَ أي رد أو هجوم يذكر”.
واستهزأ زيلبرمان من نظام الأسد بالقول: إن “قواته تطلق أكبر عدد من المضادات الأرضية في العالم اليوم مع العلم أن الصواريخ الإسرائيلية الذكية تصيب الأهداف التي تحددها دائماً ولا ترى إسرائيل أي عائق أمامها في استهداف ما تريده في سوريا”.
وأشار المتحدث خلال الحديث إلى أن إسرائيل لن تتوقف عن ضرب إيران في سوريا ومنعها من التموضع أو تمرير الأسلحة والتقنيات المتطورة لمليشيا حزب الله في لبنان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في 23 من كانون الأول الحالي، أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا ولبنان ولن تتساهل مع مساعيها لتطوير صواريخ عالية الدقة.