السعودية تعلّق عمل موظفي هيئة التفاوض السورية مع تزايد الخلافات بين مكوناتها
السعودية تعلّق عمل موظفي هيئة التفاوض ابتداءً من نهاية كانون الثاني الحالي
علّقت السعودية عمل موظفي هيئة التفاوض السورية ابتداءً من نهاية الشهر الحالي وفق كتابٍ موجه من وزارة الخارجية السعودية إلى الهيئة تم تداوله في وسائل إعلام عدة، في وقتٍ تستمر فيه الخلافات داخل مكوناتها حيث وصل صدى ذلك إلى المبعوث الأممي غير بيدرسون.
ويقول الكتاب: إن “السعودية قررت تعليق عمل موظفي هيئة التفاوض على ضوء استمرار تعليق أعمالها”، مبينةً أن الإجراء مستمر إلى حين استئناف عملها.
وأضاف الكتاب أن وزارة الخارجية السعودية تأمل من هيئة التفاوض الاطلاع على الكتاب واتخاذ ما يلزم ذلك.
ولم تعلق الخارجية السعودية وكذلك هيئة التفاوض على ذلك حتى صباح اليوم.
وهيئة التفاوض تابعة للمعارضة السورية انبثقت عن مؤتمر الرياض في كانون الأول 2015، وأنشأت نسخة جديدة من الهيئة خلال مؤتمر الرياض 2 في تشرين الثاني 2017.
ومهمة هذه الهيئة التي يتوزع أعضاؤها على الائتلاف الوطني والفصائل المقاتلة والمستقلين ومنصتي القاهرة وموسكو وهيئة التنسيق، الإشراف على التفاوض مع النظام ضمن مساراتٍ ترعاها الأمم المتحدة.
وشاركت الهيئة في مفاوضات جنيف 3 وجنيف 4 ومفاوضات أستانا، بشأن الأزمة السورية، كما أنها شاركت في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جولاتها الأربع السابقة.
وفي الفترة الأخيرة تفاقمت الخلافات داخل الهيئة بعد طلب منسق “منصة القاهرة” من هيئة التفاوض استبدال ممثلها قاسم الخطيب (عضو هيئة التفاوض وعضو اللجنة الدستورية)، بنضال محمود الحسن عضواً في الهيئة ما اعتبر خلافاً داخل منصة القاهرة.
وبحسب مراقبين يعود الخلاف إلى ظهور تيارين في منصة القاهرة يدعي كل تيار بأحقيته في التمثيل بالهيئة، وأدت الموافقة على طلب الاستبدال الأخير لممثل منصة موسكو إلى اعتبار ذلك انحيازاً من رئيس الهيئة أنس العبدة لتيار ضد تيار آخر، ما نقل الخلاف من منصة القاهرة إلى الهيئة ككل.
وبعد ذلك تم توجيه رسالة للمبعوث الأممي غير بيدرسون من قبل (كل من هيئة التنسيق الوطنية، منصة موسكو، وجزء من منصة القاهرة) يطالبون فيها بالتصرف سريعاً، والدفع نحو التوافق ضمن هيئة التفاوض السورية.
واعتبرت الرسالة أن هناك “طرفاً معطلاً” ويسيطر الآن على هيئة التفاوض السورية، في إشارة ضمنية إلى المكونات الثلاثة (الائتلاف، كتلة العسكر، وكتلة المستقلين) المقربين من تركيا.
ودعت الرسالة بيدرسون إلى “عدم قبول أي قرار استبدال قبل الوصول إلى توافق ضمن مكونات هيئة التفاوض السورية.
كما أن ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة قدري جميل وجمال سليمان وخالد المحاميد، التقوا الخميس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، ما فُسر بأنه رسالة دعم لتوجه الكتل الثلاث ضد الكتل الأخرى.
وهذه الخلافات تأتي قبل أيام من انطلاق الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف والتي تشارك فيها هيئة التفاوض ممثلة عن المعارضة السورية.