ضوء أخضر لبشار الأسد.. بيدرسون: الانتخابات الحرة وفق القرار الأممي تبدو بعيدة
بيدرسون: "الحلول ليست في أيدي السوريين أو الأمم المتحدة وحدهم".
استبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إجراء انتخابات بموجب القرار الأممي 2254 بالمدى المنظور، ما يعطي الضوء الأخضر لبشار الأسد لتنظيم “انتخابات رئاسية” على مقاسه منتصف العام الحالي.
وقال بيدرسون، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، أمس الأربعاء، إنه “لا توجد محادثات سياسية بين السوريين إلا على المسار الدستوري. والانتخابات الحرة والنزيهة التي ستجرى بموجب دستور جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن 2254، تبدو بعيدة في المستقبل”.
وأضاف أن “العملية السياسية لم تحقق بعد تغييرات حقيقية في حياة السوريين ولا رؤية حقيقية للمستقبل”.
وأوضح أنه لم يتم اتخاذ الخطوات التي يمكن أن تبني الثقة في الواقع، بما فيها وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق، والتقدم بشأن مصير المعتقلين والمختطفين والمفقودين، وإطلاق سراح النساء والأطفال والمرضى والمسنين؛ ووقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، ووضع نهج تعاوني وفعال لمواجهة الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة الأمم المتحدة، واتخاذ خطوات لخلق بيئة آمنة وهادئة ومحايدة، وخطوات خارجية وداخلية لمعالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.
ودعا المبعوث الأممي إلى “إطلاق العنان للتقدم، خطوة بخطوة، بطريقة متبادلة، على طول مسار القرار 2254، محذراً “إن لم نفعل ذلك، فإن الأخطار على المدنيين في سوريا، وسوريا كدولة، ومجتمعها، والمنطقة، ستنمو”.
وأشار إلى أن الحلول ليست في أيدي السوريين أو الأمم المتحدة وحدهم، وقال “يجب أن تكون العملية بملكية وقيادة السوريين. لكن الصراع دولي للغاية، حيث تنشط خمسة جيوش أجنبية في سوريا. لا يمكننا التظاهر بأن الحلول في أيدي السوريين فقط، أو أن الأمم المتحدة يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها”.
وأضاف: “لا يمكن لأي جهة فاعلة أو مجموعة من الجهات الفاعلة فرض إرادتها على سوريا أو تسوية النزاع. يجب أن يعملوا معا”.
وحذر المبعوث الاممي من هشاشة الوضع القائم في سوريا على الرغم من أن الأشهر العشرة الماضية هي الأكثر هدوءاً خلال سنوات الصراع، حسب تعبيره.
وأكد بيدرسون أن هذا الهدوء “يمكن أن ينهار في أي لحظة”، مضيفاً أن أحداث الشهر الماضي أوضحت هشاشة الوضع في سوريا، حيث كان هناك تصعيد مفاجئ وكبير للوضع حول عين عيسى شمال شرقي سوريا، وتكثيف للضربات الجوية المنسوبة لإسرائيل، واستمرار هجمات داعش في المنطقة الشرقية والوسطى، وقصف وغارات جوية متبادلة في إدلب ومحيطها، واضطراب في الجنوب الغربي.
وأشار إلى أن المدنيين لايزالون يُقتلون في تبادل إطلاق النار والهجمات بالعبوات المتفجرة المرتجلة. ولا يزالون يواجهون مجموعة من المخاطر الأخرى من عدم الاستقرار والاحتجاز التعسفي والاختطاف إلى الإجرام وأنشطة الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة الأمم المتحدة.
ويعتزم نظام الأسد تنظيم “انتخابات رئاسية” منتصف العام الحالي، في خطوة قد تنسف جهود الحل السياسي وأعمال اللجنة الدستورية.
ويحاول كل من نظام الأسد وروسيا إعاقة العملية السياسية بهدف ضمان بقاء بشار الأسد على رأس هرم السلطة.
وفي 21 من كانون الأول الماضي، قال وزير خارجية النظام الجديد فيصل المقداد، إنه “لن يكون هناك ربط بين عمل اللجنة الدستورية الحالية والانتخابات المقبلة التي يجب إجراؤها بالضبط في الوقت المحدد بموجب الدستور الحالي”، وفق ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.
وكان رأس النظام، بشار الأسد، رفض علانية في تشرين الأول 2019 تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، الذي تحدث عن أن إنهاء أعمال اللجنة الدستورية سيعقبه انتخابات رئاسية بإشراف أممي.