روسيا تعترف: عرضنا على إسرائيل معالجة التهديدات التي تثير قلقها في سوريا
لافروف أشار إلى أن تل أبيب لم تأخذ العرض الروسي على محمل الجد، كما برر التنسيق مع القوات الأمريكية
أقر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده عرضت معالجة التهديدات الأمنية التي تثير قلق إسرائيل في سوريا، الأمر الذي قابلته الأخيرة بسلبية وذلك مؤشر على عدم ثقة تل أبيب بالقوات الروسية في سوريا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الإثنين، 18 من كانون الثاني، “إذا كانت إسرائيل مضطرة، كما يقولون، للرد على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية”.
وأكد لافروف أن روسيا لا تريد “أن تستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو لا أن تستخدم كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية”، وفق ما نقلت قناة روسيا اليوم.
وأضاف مخاطبا الجانب الإسرائيلي: “إذا كانت لديكم حقائق تفيد بأن تهديدا لدولتكم ينطلق من جزء من الأراضي السورية، فأبلغونا فورا بهذه الحقائق، وسنتخذ جميع الإجراءات لتحييد هذا التهديد”.
غير أن لافروف أشار إلى أن تل أبيب لم تأخذ العرض الروسي على محمل الجد، لافتاً إلى أن موسكو لم تتلق حتى الآن ردا ملموسا على هذا الاقتراح، لكنها تواصل طرحه.
كما برر لافروف التنسيق مع القوات الأمريكية في سوريا بالقول إن “ذلك ليس لأننا نقر بشرعية وجودهم في سوريا، لكن ببساطة لأنهم يجب أن يتصرفوا في إطار قواعد محددة”.
وأضاف: “لا يمكننا طردهم من هناك، ولن ننخرط في اشتباكات مسلحة معهم، ولكن نظرا لوجودهم هناك، نجري حوارا معهم حول ما يسمى منع الصدام، نحقق من خلاله امتثالهم بقواعد معينة. ومن بين أمور أخرى، نتحدث بشكل صارم عن عدم جواز استخدام القوة ضد المواقع التابعة للدولة السورية”، حسب تعبيره.
واليوم الإثنين، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مركز جسور للدراسات أن قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية استضافت الشهر الماضي اجتماعاً بين مسؤولين من نظام الأسد وآخرين إسرائيليين برعاية روسية.
وبحسب مركز جسور للدراسات طلب ممثلو النظام “تسهيل العودة إلى الجامعة العربية والحصول على مساعدات مالية لسداد الديون الإيرانية ووقف العقوبات الغربية لفتح المجال لإخراج إيران”.
بينما شملت المطالب الإسرائيلية “إخراج إيران وميليشياتها بشكل كامل وتشكيل حكومة تضم المعارضة وإعادة هيكلة أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية”.
ووفقا للمصادر، حضر الاجتماع من جانب النظام، مدير مكتب ما يسمى “الأمن الوطني” اللواء علي مملوك، والمستشار الأمني في القصر بسام حسن، في حين مثل الجانب الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بحضور قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكوف.
وجاء حديث المركز عن الاجتماع عقب أيام من تنفيذ تل أبيب سلسلة غارات وصفت بـ “الأعنف” ضد مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور ومحيطها.
كما يأتي عقب حالة توتر بالعلاقات بين موسكو وتل أبيب على خلفية تصريحات للسفير الروسي في إسرائيل ، أناتولي فيكتوروف، انتقد خلالها الأخيرة ودافع عن إيران وتواجدها العسكري في سوريا.
وتدعم كل من روسيا وإيران نظام الأسد وتدعم كلتاهما قواته في حربها ضد السوريين المطالبين بالحرية، في حين تشن إسرائيل غارات جوية بشكل متكرر ضد مواقع انتشار المليشيات الإيرانية داخل سوريا بهدف دفعها للانسحاب.
وتنسق تل أبيب غاراتها مع موسكو لتتجنب أن تسفر الغارات عن خسائر في صفوف القوات الروسية المنتشرة في سوريا.
وسبق أن طالب مسؤولون إسرائيليون مراراً بانسحاب المليشيات الإيرانية من سوريا ومنعها من التمركز قرب المناطق الحدودية مع الجولان المحتل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 23 من كانون الأول الماضي، أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا ولبنان ولن تتساهل مع مساعيها لتطوير صواريخ عالية الدقة.
كما هدد، في 30 من حزيران الماضي، بالإطاحة برأس النظام بشار الأسد في حال السماح لإيران بالتواجد عسكرياً في سوريا.