وسط اتهامات متبادلة بين “الإدارة الذاتية” و”محلي رأس العين”.. محطة علوك للمياه تتوقف عن العمل مجدداً
عادة ما تتقاذف الوحدات الكردية وحكومة النظام والمجلس المحلي لمدينة رأس العين الاتهامات بالمسؤولية عن انقطاع المياه عن مدينة الحسكة
توقفت محطة علوك للمياه، شمال غربي محافظة الحسكة، مجدداً عن العمل جراء انقطاع التيار الكهربائي المغذي، وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية بين المجلس المحلي لمدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري من جهة وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، من جهة أخرى.
وقال مصدر في مجلس المحلي لمدينة رأس العين لراديو الكل أمس الأحد، 17 من كانون الثاني، إن المحطة توقفت عن العمل بشكل كلي نتيجة توقف التغذية الكهربائية الواردة من محطة الدرباسية، وبالتالي توقفت عمليات ضخ مياه الشرب إلى مدينة الحسكة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن قوات سوريا الديمقراطية ترغب بإظهار أن الجيش الوطني هو المسؤول عن عملية توقف محطة علوك عن العمل.
واعتبر أن “الإدارة الذاتية” تسعى من وراء ذلك إلى الحصول على دعم دولي لإنشاء محطة جديدة ضمن مناطق سيطرتها بذريعة الحاجة إلى المياه وبالتالي الوصول إلى استقلال مائي يمكنها من قطع التيار الكهربائي عن مدينة رأس العين ومحطة علوك، ما يعني حرمان مناطق واسعة يسيطر عليها الجيش الوطني من المياه والكهرباء.
من جانبها اتهمت الرئيس المشترك للجنة المياه في الحسكة، سوزدار أحمد، القوات التركية والجيش الوطني بتعمد قطع المياه عن الحسكة من أجل الحصول على كميات أكبر من الطاقة الكهربائية بغية تغذية مناطق سيطرتهم بالكهرباء.
وقالت أحمد لراديو الكل إن “الجيش التركي قطع المياه عن الحسكة وتل تمر والشدادي وأريافهم لأكثر من 10 مرات منذ حملته على تل أبيض ورأس العين، عبر تعطيله محطة علوك”.
وأشارت إلى أن الجيش الوطني منع كذلك ورشات الصيانة التابعة للنظام من دخول المحطة يوم أمس الأحد.
وسبق أن شهدت مدينة الحسكة وريفها منذ آب الماضي أزمات مياه متكررة لذات السبب.
وعادة ما تتقاذف الوحدات الكردية وحكومة النظام والمجلس المحلي لمدينة رأس العين الاتهامات بالمسؤولية عن انقطاع المياه عن مدينة الحسكة.
ورغم سيطرة الجيش الوطني بدعم تركي على محطة علوك للمياه، إلا أن المحطة تتغذى بالطاقة الكهربائية من مناطق سيطرة النظام وما تسمى بـ”الإدارة الذاتية” بموجب تفاهمات برعاية روسية.
وفي 19 من كانون الأول الماضي نفت تركيا مجدداً أي صلة لها بالتوقف المتكرر لضخ المياه في محطة “علوك” التي تلبي احتياجات محافظة الحسكة من المياه، محملة النظام مسؤولية انقطاع المياه عن المحافظة جراء توقفه عن تغذية المحطة بالطاقة الكهربائية.
ونقلت وكالة الأناضول، حينها عن مصادر أمنية تركية، أن النظام قطع التيار الكهربائي المغذي للمحطة 10 مرات لمدة 27 ساعة في تشرين الثاني الماضي، ومرتين لمدة 30 ساعة في الأسبوع الأول من كانون الأول الحالي، بداعي صيانة المحطة الكهربائية التي تغذي محطة المياه.
وبينت المصادر، أنه يتم توفير 29 بالمئة فقط من الكهرباء اللازمة لمركزي مدينتي “تل أبيض” و”رأس العين” وريفيهما في منطقة نبع السلام، موضحة أن ذلك يحدث بشكل غير منتظم.
وأشارت إلى عدم وصول ما يكفي من المياه إلى الحسكة بسبب خفض النظام الجهد الكهربائي الواصل إلى محطة ضخ المياه.
وأوضحت المصادر أن المسؤول عن إصلاح الأعطال في محطة “مياه علوك” أكد أن مصدر المشكلة ليست تركيا، وأن النظام لا يوفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المضخات بقدرة كافية.
وقالت المصادر: “النظام وتنظيم ي ب ك/ب ي د/بي كا كا يقطعون باستمرار الطاقة القادمة إلى منطقة نبع السلام”.
وفي 16 من كانون الأول، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إلى توقف محطة علوك للمياه مرة أخرى عن ضخ المياه في 3 كانون الأول نتيجة انقطاع التيار الكهربائي للمحطة.
وسبق أن دحض مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، أواخر آب الماضي مزاعم نظام الأسد الذي اتهم أنقرة بقطع المياه عن الحسكة.
وأوضح سينيرلي أوغلو، خلال جلسة لمجلس الأمن، آنذاك أن محطة “مياه علوك” التي تغذي الحسكة بالمياه تعمل بالطاقة الكهربائية القادمة من “سد تشرين” الواقع تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” ويشرف النظام على إدارته وصيانته.
وسبق أن أفاد نائب منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، راميش راجا سينغهام، في آب الماضي بأن محطة “مياه علوك” شهدت انقطاعا للمياه 13 مرة على الأقل خلال العام الحالي، ما أثر على 460 ألف مدني في المنطقة.
وأنشئت “محطة علوك” لتجميع وضخ المياه عام 2010 باستطاعة ضخ تبلغ حوالي 175 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً، وذلك بعد شح مصادر مياه الشرب في الحسكة وأريافها.
وتضم المحطة خزان مياه تبلغ سعته 25 ألف متر مكعب، و12 مضخة كبيرة، تقوم بضخ المياه عبر خطوط نقل بطول 67 كيلو مترا لإيصالها إلى محطة مياه “منطقة الحمة” بريف الحسكة الغربي، ومنها إلى التجمعات السكانية.