بوتين: المصالح الروسية وراء قراراتي إزاء سوريا
نظام الأسد منح امتيازات عسكرية واقتصادية حيوية لصالح حليفه الروسي مقابل التدخل العسكري ضد المناطق الثائرة
اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن قرارته المتعلقة بالشأن السوري تنطلق من باب المصالح الروسية، وليس مصالح الشعب السوري، وذلك في ظل سعي موسكو للهيمنة على كافة القطاعات الحيوية في الاقتصاد السوري.
وقال بوتين في مقابلة نشرت في فيلم وثائقي على قناة “روسيا-1”: “عند اتخاذ القرارات من هذا النوع، أعني الآن ليس رحلتي الجوية (المفاجئة إلى سوريا) بالطبع، ولكن القرارات المتعلقة بالمسار السوري، أنطلق بالدرجة الأولى من مصالح الدولة الروسية، لا من مشاعر تعاطفي أو كراهيتي”.
ودأبت وسائل إعلام النظام وروسيا على ترديد أن التدخل الروسي في سوريا جاء “تلبية لنداء الشعب السوري وإنقاذه مما تسميه بالإرهاب”.
وكان رأس النظام بشار الأسد طلب من روسيا التدخل عسكرياً إلى جانب نظامه بعد أن فقد السيطرة على معظم مناطق البلاد.
وعقب ذلك، منح نظام الأسد امتيازات عسكرية واقتصادية حيوية لصالح حليفه الروسي، مقابل التدخل العسكري الروسي ضد المناطق الثائرة.
ولم تكتفِ موسكو بما حصلت عليه من عقود هيمنت بموجبها على أبرز مقدرات سوريا بل فرضت على وكيلها بشار الأسد مهلة محددة للموافقة على المزيد من المشروعات التي طرحتها مؤخراً.
وفي 7 من أيلول الماضي، أمهل بوريسوف نظام الأسد إلى شهر كانون الأول 2020 للموافقة على مشروعات طرحتها روسيا ما دفع حكومة النظام إلى إرسال وفد اقتصادي كبير لموسكو الشهر الماضي تمهيداً لتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.
وسبق أن أبرمت شركات روسية خلال السنوات الماضية عقوداً مع نظام الأسد في قطاعات النفط والغاز والفوسفات والموانئ.
ووقعت “ستروي ترانس غاز” عام 2017 عقوداً للتنقيب عن الغاز والنفط في شواطئ طرطوس وبانياس، بالإضافة إلى حقل قارة بريف حمص، فضلاً عن حق استخراج الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.
واستحوذت ذات الشركة، المملوكة لغينادي نيكولافييتش تيموشينكو المقرب من فلاديمير بوتين، على عقد يخولها استثمار مرفأ طرطوس مدة 49 عاماً.
ومنح نظام الأسد شركات روسية أبرزها زاروبيج نفط، زاروبيج جيولوجيا، أس تي غه إنجينيرينغ، تيخنوبروم أكسبورت وفيلادا أوليك كيريلوف، ميركوري وديمتري غرين كييف عقوداً للتنقيب واستثمار النفط السوري.
وحصلت شركة “سويوز نفتا غاز” الروسية عام 2013، على امتياز للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية لمدة 25 عاماً.
وكانت وثيقة حكومية روسية أظهرت في آب الماضي أن نظام الأسد وافق على منح روسيا أراض إضافية في البر ومساحة من مياه سوريا الإقليمية لكي يتسنى لها توسيع قاعدتها العسكرية الجوية في حميميم باللاذقية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.