التخلي عن الحرف الأساسية.. سبيل الكثيرين في مدينة الباب لكسب الرزق
"رئيس غرفة الصناعة والتجارة بالباب": "السبب الرئيس لتبديل المهن هو شعور أصحابها بعدم وجود تسويق لمنتجاتهم".
لجأ الكثير من أصحاب المهن والحرف القديمة في مدينة الباب شرقي حلب، لاستبدال مهنهم بأعمال ومهن بسيطة، تمكنهم من كسب قوت يومهم، نظراً للظروف الإنسانية القاسية التي تعيشها المدينة.
ويقول عبيدة نوايا من المدينة لراديو الكل، إنه أجبر على تبديل مهنته من الحدادة إلى بائع مياه متجول وسائق لسرفيس نقل داخلي، بهدف الحصول على مصدر رزق جديد يؤمن له احتياجاته الأساسية، بعد أن تراجع مستوى العمل والطلب على مهنته القديمة.
بينما سامي أبو ماهر الذي كان يعمل في مهنة تصنيع الأحذية الرجالية والنسائية في مدينة حلب، استبدل مهنته ببسطة متواضعة يبيع فيها أحذية مستعملة بحكم أن وضعه الاقتصادي لا يسمح له بافتتاح محل يتمكن من خلاله العودة للعمل بمهنته القديمة بحسب ما أكده لراديو الكل.
ويبين عبود الحلبي لراديو الكل، أنه ترك مهنته في النسيج لأنه لم يستطع تأمين فرصة عمل بمجال مهنته بعد أن هجر من مدينة حلب إلى الباب، لافتاً إلى أن فرص العمل بمختلف المجالات باتت قليلة في المنطقة، إضافة إلى ضعف أجور العمال، مقارنةً مع عدد ساعات العمل الطويلة.
بدوره يوضح زين العابدين درويش رئيس غرفة الصناعة والتجارة في مدينة الباب لراديو الكل، أن السبب الرئيس لتبديل المهن هو شعور أصحابها بعدم وجود تسويق لمنتجاتهم، ما دفعهم لاستبدالها بمهن بسيطة يستطيعون من خلالها تأمين قوت عيشهم، لافتاً إلى أن تبديل المهن يؤثر سلباً على المجتمع لعدم وجود طلب جديد عليها.
ويشير درويش إلى أن الحلول السريعة لتفادي هذه المشاكل هي افتتاح المعابر وزيادة المشاريع الاستثمارية في المنطقة التي لها دور كبير في تأمين فرص عمل لليد العاملة التي تحسن الوضع الاجتماعي قبل الاقتصادي.
قلة المشاريع الاستثمارية وفقدان أصحاب رؤوس الأموال في المناطق المحررة، عوامل تسببت بانتشار البطالة وإضعاف الحركة التجارية، التي غيرت الواقع المعيشي لدى الكثير من السكان، في ظل عجز الجهات المعنية عن إيجاد حلول سريعة تخفف من معاناة الأهالي.
وتبقى فرص العمل حلم يسعى إليه الكثير من الأهالي في الشمال السوري المحرر، وسط شح المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات وسط عجزهم عن تأمينها.