السلالة الجديدة من كورونا وتأثيراتها المحتملة
أثيرت الكثير من المخاوف حول السلالة الجديدة من فيروس كورنا والتي تم الإعلان عنها في بريطانيا، لتطرح العديد من الأسئلة والاستفسارات حولها، حيث نستعرض معلومات عنها ذكرها الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية عبر فيديو نشره على قناته في يوتيوب.
حيث يبين د.خير الله مناطق انتشار السلالة الجديدة من كورونا وأنواع الطفرات التي تم تسجيلها حول العالم بالقول إن “هناك تخوفاً من السلالات الجديدة التي تبين انتشارها بشكل ملحوظ في بريطانيا وانتقلت إلى إيطاليا وهولندا وبلجيكا وأستراليا والدنمارك وربما الكثير من البلدان الأخرى”، منوها إلى أن فيروسات RNA تتغير بشكل مستمر حيث يغير الفيروس تركيبته ليتلاءم مع الظروف المحيطة به، الأمر الذي يؤثر على انتقاله وانتشاره بين الناس وفعاليته.
آلاف الطفرات على الفيروس
ومن خلال المتابعة لهذا الفيروس يذكر د. خير الله أنه تم رصد آلاف الطفرات معظمها لم يُحدث تغييرات جوهرية، باستثناء ظهور 6 سلالات بدأت بالصين بالسلالة L لتتلوها سلالة V و Sو نتج بعدها السلالة G التي تولدت منها سلالتنا، السلالة الأولى التي انتشرت بكثرة في أوروبا وهي GR والسلالة المنتشرة في أمريكا ودول آسيا GH وتقريباً اختفت سلالة L وتقلصت VوS.
وفيما يتعلق بالسلالة التي اكتشفت في بريطانيا يقول د. خير الله أنه قد تم اكتشافها قبل شهرين عن طريق مسح الجينوم الخاص بالفيروس، إذ ارتفعت نسبة هذه السلالة الجديدة أو الفيروس المتغير بالتدريج لتصل إلى 10% من كافة الفيروسات التي تم مسحها حتى 20 كانون الأول الجاري، وهي لا تزال قيد الدراسة، وتحتوي على عدة طفرات تشمل حذف أو تبديل حموض أمينية على البروتين S حيث تقع هذه الطفرات على مناطق حساسة من بروتينS، وهي المسؤولة عن ارتباط الفيروس بالمستقبلات، وشملت بعض مناطق ارتباط هذه الأجسام الضدية المتشكلة نتيجة الإصابة بالفيروس سابقاً أو نتيجة اللقاح، وهذه الطفرات شملت بعض مناطق ارتباط الأجسام الضدية.
التأثير المحتملة للسلالة الجديدة
ويوضح د. خير الله التأثيرات المحتملة لهذه السلالة من كورونا ذاكراً زيادة في سرعة انتشار الفيروس وهذا ما تمت ملاحظته، بحيث إن هذا الفيروس المتغير كانت نسبة انتشاره أعلى بـ70% من السلالات السابقة، مضيفاً أنه يمكن أن تؤدي هذه السلالة إلى سلبية فحص”بي سي آر” PCR المعتمد على المورثة S، ويمكن أن تتغير فوعة الفيروس، مشيراً إلى أن الدلالات تشير إلى عدم زيادة في شدة الإصابات بالسلالة الجديدة، إلا أن الحالات التي تمت مراقبتها جميعها تحت ستين سنة، ويجب مراقبة تأثيره على من هم فوق الستين.
كما يمكن أن يهرب هذا الفيروس المتغير من تأثير الأضداد المتشكلة نتيجة المرض السابق أو اللقاح، ما يجعل إمكانية الإصابة للمصاب بكورونا سابقاً أمراً ممكناً، ويمكن أن تصل الحاجة لتبديل اللقاح، إلا أنّ هذا الأمر لم يشاهد بعد، وذلك يتطلب طفرات أكثر في مواقع مختلفة وحساسة من بروتين Sحيث إن الأضداد التي تتشكل في الجسم، تتشكل في عدة مواقع من بروتين S ، بالإضافة إلى أن هناك مناعة في الخلايا التائية تخرب الفيروس بآليات مختلفة، وأكد د. خير الله إلى أن الموضوع بحاجة لمزيد من البحث والدراسة والمراقبة.