وكالة روسية: الوحدات الكردية بدأت بنقل متعلقاتها ووثائقها من عين عيسى
وكالة "سبوتنيك" تحدثت عن منح الوحدات الكردية مهلة 5 أيام لإنهاء عملية تسليم عين عيسى بالكامل
بدأت الوحدات الكردية بنقل متعلقاتها ووثائقها من عين عيسى شمالي الرقة إلى ريف حلب، في دليل على اقتراب موعد انسحابها من البلدة، وفق ما أفادت وكالة سبوتنيك الروسية.
وقالت الوكالة في تقرير، أمس الثلاثاء، 29 من كانون الأول، إن “بلدة عين عيسى شهدت خلال الساعات الماضية، حركة غير اعتيادية من قبل مسلحي تنظيم ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” الموالي للجيش الأمريكي”.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بـ “المحلية من داخل البلدة”، أنه تم رصد عدة آليات تابعة للوحدات الكردية تعمل على نقل أضابير ومعدات لوجستية وأوراق رسمية من مقراتها في عين عيسى باتجاه مدينة منبج بريف حلب.
وذكرت المصادر، أن الوحدات الكردية أعطت تعليمات بعدم التصريح لوسائل الإعلام حول مصير عين عيسى أو تسريب ما يجري من اتفاقات داخلها، وذلك بعد الحديث عن اتفاقها مع الجانب الروسي على تسليم البلدة إلى قوات النظام بعد الانسحاب منها.
وذكرت الوكالة أن الشرطة العسكرية الروسية عززت مواقعها داخل عين عيسى خلال الساعات القليلة الماضية، بينما تسلمت قوات النظام الجهة الغربية من البلدة وسط أنباء تتحدث عن منح مسلحي الوحدات الكردية مهلة 5 أيام لإنهاء عملية تسليم عين عيسى بالكامل إلى قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية.
ولايزال الغموض يكتنف الموقف في عين عيسى بعد أن أكد مسؤولون من نظام الأسد توصل روسيا والوحدات الكردية لاتفاق يقضي بانسحاب الأخيرة منها وهو ما نفته الوحدات الكردية.
ونقلت وكالة هاوار التابعة للوحدات الكردية عن رياض الخلف، القائد العام للمجلس العسكري التابع للوحدات الكردية في تل أبيض، الإثنين الماضي، قوله إن “جميع الأخبار والمعلومات المتداولة حول الوصول لأيّ اتفاقٍ مع القوات الروسية، لا أساس لها من الصحة”.
جاء ذلك بينما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية، عن عمر رحمون، أحد عرابي مصالحات النظام، أن الوحدات الكردية وافقت على الانسحاب من بلدة عين عيسى شمالي الرقة وتسليمها لقوات النظام برعاية روسية.
كما نقلت الوكالة عن العضو في ما يسمى بـ “مجلس الشعب”، مهند الحاج، أن ضغط قوات النظام وروسيا دفع الوحدات الكردية لتوقيع اتفاق للانسحاب من عين عيسى وتسليمها لقوات النظام.
وكانت قاعدة حميميم الروسية أعلنت في 27 من الشهر الحالي نشر وحدات إضافية من الشرطة العسكرية الروسية في بلدة عين عيسى الخاضعة حالياً لسيطرة الوحدات الكردية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد محيط بلدة عين عيسى تصعيداً عسكرياً واشتباكات بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية، في حين انتشرت القوات الروسية في محيط البلدة لمنع أي عملية عسكرية تركية ضدها.
وفي 21 من كانون الأول الحالي، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن الجانب التركي طالب القوات الروسية خلال اجتماع مشترك بانسحاب كامل لمسلحي قوات سوريا الديمقراطية (التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) من منطقة عين عيسى، كشرط للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إيقاف أي عمل عسكري محتمل للقوات التركية على البلدة.
وأكدت المصادر ذاتها، أن روسيا ونظام الأسد طلبا من قوات سوريا الديمقراطية الانسحاب من كامل عين عيسى ومحيطها، ورفع علم النظام فوق مؤسساتها الحكومية، وتسليمها إلى قوات النظام بشكل كامل لمنع الهجوم التركي على المدينة غير أن قوات سوريا الديمقراطية عرضت نموذجاً مماثلاً لاتفاق “مدينة منبج” وأبدت استعدادها لتسليم مداخل ومخارج “عين عيسى” فقط إلى قوات النظام الأمر الذي تم رفضه بشكل قطعي من قبل نظام الأسد وروسيا.
ويتهم الجيش الوطني المدعوم تركياً الوحدات الكردية بشن عمليات تسلل ضد مناطق سيطرته شرق الفرات، كما يحمل تلك الوحدات مسؤولية عشرات التفجيرات والسيارات المفخخة التي ضربت منطقة عملية “نبع السلام” خلال الأشهر الماضية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا وتتلقى دعماً عسكرياً ومادياً من قوات التحالف الدولي، كما وتحتكر الوحدات الكردية السيطرة على جميع موارد المنطقة.
وتتهم تلك القوات والإدارة الذاتية التابعة لها بإقصاء المكونات الأخرى في المنطقة، وإقصاء الأحزاب الكردية المعارضة لها كذلك.
وسبق أن لوّحت وزارة الدفاع التركية في 15 من تشرين الثاني الماضي، بإطلاق عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في شمالي سوريا، مؤكدة عزمها القضاء على التنظيمات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية في محيط منطقة عملية “نبع السلام”.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا، في 22 من تشرين الأول 2019، يقضي بإبعاد الوحدات الكردية 30 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود السورية التركية، مقابل تعليق عملية “نبع السلام”.
الرقة – راديو الكل