عقب تصاعد خلاف دبلوماسي.. بوتين ونتنياهو يبحثان الملف السوري
الخارجية الإسرائيلية استدعت مؤخراً السفير الروسي في تل أبيب احتجاجاً على تصريحات انتقد خلالها إسرائيل ودافع عن إيران وميلشياتها
بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تطورات الأوضاع في سوريا وذلك بعد تصاعد خلاف دبلوماسي بين الجانبين على خلفية تصريحات للسفير الروسي في تل أبيب وما أعقبها من رد فعل إسرائيلي غاضب.
وأفاد الكرملين، في بيان، أمس الإثنين، 28 من كانون الأول، بأن بوتين ونتنياهو أجريا محادثات هاتفية تطرقا فيها إلى “القضايا الملحة للعلاقات الروسية الإسرائيلية في مجالات مختلفة”.
وأضاف الكرملين أنه تم خلال المكالمة “بحث القضايا الإقليمية بالتركيز على بعض جوانب تطورات الأوضاع في سوريا”.
في حين أكد نتنياهو عبر حسابه على تويتر أنه تحدث إلى بوتين عن الوضع في سوريا والتطورات في المنطقة والإجراءات اللازمة لزيادة الاستقرار فيها.
وتأتي المباحثات بين الجانبين عقب تصاعد خلاف دبلوماسي بين تل أبيب وموسكو إثر تصريحات أدلى بها السفير الروسي في تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، انتقد خلالها إسرائيل ودافع عن إيران ومليشياتها.
وعلى خلفية تلك التصريحات، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في 9 من كانون الأول، استدعاء السفير الروسي في تل أبيب احتجاجاً على تلك التصريحات.
وذكر الخارجية الإسرائيلية في بيان، أن رئيس دائرة الشؤون السياسية الاستراتيجية في الوزارة آلون بار “اعترض بشدة” على تصريحات السفير الروسي، وقال إنها “لا تعكس وقائع الشرق الأوسط وتم بحثها مراراً خلال محادثات سياسية جرت عبر قنوات دبلوماسية” بين إسرائيل وروسيا.
في حين قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في إيجاز صحفي، يوم 25 من كانون الأول، إن “رد فعل إسرائيل الشديد على تصريحات السفير الروسي تستدعي استغراب موسكو، خاصة وأن الجانب الروسي أطلع الزملاء الإسرائيليين مراراً وتكراراً على آرائه إزاء هذه المسائل على مختلف المستويات”.
وأكدت المتحدثة أن جميع تصريحات السفير تتطابق مع مواقف روسيا المعروفة للجميع بشأن قضايا الشرق الأوسط.
الباحث التاريخي وسياسي، عمر الحسون، استبعد في حديث لراديو الكل أن يؤثر الخلاف على الغارات التي تشنها تل أبيب ضد المليشيات الايرانية في مناطق النظام.
وقال الحسون إن إسرائيل سمحت لروسيا بالتدخل عسكريا في سوريا لصالح نظام الأسد وهي كذلك من سمحت لإيران بنجدة الأسد إلا أنها تطلب الآن خروجها بعد انتهاء المهمة.
وأضاف أن روسيا قد تعترض دبلوماسياً وسياسياً على الغارات الإسرائيلية في سوريا إلا أنها لا تحرك ساكنا ضدها وعدم تفعيل منظومات الدفاع الجوي التي نشرتها في سوريا دليل على قبولها بتلك الغارات.
وكان السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، دافع خلال حديث لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن دور إيران ومليشيا “حزب الله” في سوريا، زاعماً أن بلاده لم ولن توافق على شن ضربات إسرائيلية في سوريا لا في الماضي ولا في الحاضر.
وقال السفير الروسي، أناتولي فيكتوروف، في مقال نشرته الصحيفة يوم 8 من كانون الأول، إن على إسرائيل “ألا تهاجم أراضي أعضاء الأمم المتحدة ذوي السيادة”.
واعتبر السفير الروسي أن إسرائيل تزعزع استقرار الشرق الأوسط أكثر من إيران.
وقال إن “المشكلة في المنطقة ليست الأنشطة الإيرانية بل نقص في التفاهم بين الدول وعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وتدعم كل من روسيا وإيران نظام الأسد وتساند كلتاهما قواته في حربها ضد السوريين المطالبين بالحرية، في حين تشن إسرائيل غارات جوية بشكل متكرر ضد مواقع انتشار المليشيات الإيرانية داخل سوريا بهدف دفعها للانسحاب.
وتنسق تل أبيب غاراتها مع موسكو لتتجنب أن تسفر الغارات عن خسائر في صفوف القوات الروسية المنتشرة في سوريا.
وفي 23 من كانون الأول الحالي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا ولبنان ولن تتساهل مع مساعيها لتطوير صواريخ عالية الدقة.
وكان الجيش الروسي، أعلن دخوله القتال إلى جانب قوات النظام في 30 من أيلول 2015، بزعم قتال داعش إلا أن أغلب عملياته تركزت ضد فصائل المعارضة السورية ما مكّن نظام الأسد من استعادة السيطرة على عشرات المدن والبلدات الثائرة.