مصادر دبلوماسية لبنانية تعري نظام الأسد وتكشف متاجرته بملف إحراق مخيم المنية
الخارجية اللبنانية لم تتلق أي اتصال من نظام الأسد بأي شكل من الأشكال
عرَّت مصادر دبلوماسية لبنانية مزاعم نظام الأسد بالاهتمام باللاجئين السوريين، وكشفت أن حكومته لم تجرِ أي اتصال لتفقد حال السوريين الذين تم إحراق مخيمهم في شمالي لبنان مساء أمس الأول.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن مصادر دبلوماسية، اليوم الإثنين، 28 من كانون الأول، أن “وزارة الخارجية اللبنانية لم تتلق أي اتصال من أي مسؤول سوري (نظام الأسد) حول حريق مخيم المنية للاجئين السوريين في شمالي لبنان”.
وأوضحت المصادر أن الخارجية اللبنانية لم تتلق أي اتصال من أي “مسؤول سوري” بأي شكل من الأشكال لا مباشرة ولا عبر سفارة لبنان في دمشق.
وبحسب المصادر، اطلع وزير الخارجية، شربل وهبه، على مضمون البيان الصادر عن وزارة خارجية نظام الأسد مثلما اطلع عليه اللبنانيون من خلال وسائل الإعلام.
وأمس، أصدرت وزارة خارجية النظام بياناً أعربت خلاله عن الأسف الشديد حيال الحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين في قضاء المنية.
وفي خطوة لاقت سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا البيان القضاء والأجهزة اللبنانية المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم في معالجة الحادث وتأمين الحماية للاجئين السوريين، الذين فروا أصلاً من بطش النظام وأجهزته الأمنية.
وعلى الرغم من مسؤولية النظام عن تهجير السوريين، دعا بيان خارجية النظام اللاجئين في لبنان إلى العودة، وزعم أنه “يمكن استيعابهم في ظروف أفضل من تلك التي يعيشونها في لبنان”.
وأمس الأول، أضرم شبان لبنانيون النار، بمخيم للاجئين السوريين يضم عشرات العائلات في منطقة المنية شمالي لبنان ما أدى إلى وقوع إصابات.
وقال المتحدّث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، خالد كبّارة، إنّ “الحريق امتدّ لكلّ مساكن المخيّم” المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية والتي تقيم فيها حوالي 75 أسرة سوريّة لاجئة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وخلال الأشهر الماضية، تكررت حالات الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان وسط دعوات إلى ترحيلهم تزامنت مع حملات عنصرية وخطابات كراهية.
ولجأ إلى لبنان مئات الآلاف من السوريين خلال السنوات الماضية، جراء العمليات العسكرية للنظام وحلفائه، في مقدمتهم حزب الله اللبناني، ضد المناطق الثائرة في عموم سوريا.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة في ظل غياب أبسط معايير الحياة ويقطن غالبيتهم في مخيمات سهل البقاع وعرسال والمناطق اللبنانية الأخرى.
وتضيق الحكومة اللبنانية على السوريين المتواجدين على أراضيها، إذ دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، مراراً لإعادتهم إلى سوريا، رغم أن تلك الخطوة قد تشكل خطراً على حياتهم.
وبحسب المفوضية الأممية لشؤون الإنسان، لجأ إلى لبنان نحو مليون سوري، فيما تقول الحكومة اللبنانية إن أعدادهم تقارب المليون ونصف المليون لاجئ.