أحد عرابي المصالحات: الوحدات الكردية وافقت على الانسحاب من عين عيسى
القوات الروسية دفعت بوحدات من الشرطة العسكرية التابعة لها أمس لتعزيز مواقعها في البلدة
أفاد أحد عرابي مصالحات النظام بموافقة الوحدات الكردية على الانسحاب من بلدة عين عيسى شمالي الرقة وتسليمها لقوات النظام برعاية روسية، وذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات إضافية من الشرطة العسكرية الروسية إلى البلدة.
وذكر عراب المصالحات لدى نظام الأسد، عمر رحمون، في حديث لإذاعة “شام إف إم” الموالية، أمس الأحد، 27 من كانون الأول، أن “مصادر مطلعة لم يسمها أبلغته بتوصل القوات الروسية والوحدات الكردية إلى اتفاق يقضي بتسليم بلدة عين عيسى للنظام لتصبح بشكل كامل تحت سيطرة قواته”.
وأضاف أن “تفاصيل الاتفاق غير واضحة تماماً بعد، إلا أن التسليم ناجز ولن يطول كثيراً”، على حد زعمه.
واستدرك بالقول: “أترك 5% نسبة أن يكون هذا الكلام غير دقيق لأن “قسد (الوحدات الكردية) توقع صباحاً وتنقض مساء، ونحن على هذه الحالة معها منذ ستة أشهر، حيث كانت ترفض التسليم”.
وأشار إلى أنه سيتم فتح الطريق أمام قوات النظام للوصول من مطار الطبقة إلى عين عيسى للانتشار في المنطقة.
كما أكد أن القوات الروسية المتواجدة في عين عيسى وسعت من القاعدة العسكرية الموجودة في البلدة.
ويأتي حديث الرحمون عقب ساعات من نشر القوات الروسية وحدات إضافية من الشرطة العسكرية في بلدة عين عيسى الخاضعة حالياً لسيطرة الوحدات الكردية.
وقال نائب قاعدة حميميم الروسية، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك، في بيان أصدره مساء أمس: “بهدف تعزيز الجهود لإرساء الاستقرار في منطقة عين عيسى وصلت اليوم إلى هناك وحدات إضافية للشرطة العسكرية الروسية”.
وأشار سيتنيك إلى “تسجيل أوضاع غير مستقرة في منطقة عين عيسى”، مضيفا أنه “تم سابقاً خلال مفاوضات مع الطرف التركي التوصل إلى اتفاقات حول إقامة نقاط روسية سورية مشتركة”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد محيط بلدة عين عيسى تصعيداً عسكرياً واشتباكات بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية، في حين انتشرت القوات الروسية في محيط البلدة لمنع أي عملية عسكرية تركية ضدها.
وفي 21 من كانون الأول الحالي، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن الجانب التركي طالب القوات الروسية خلال اجتماع مشترك بانسحاب كامل لمسلحي قوات سوريا الديمقراطية (التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) من منطقة عين عيسى، كشرط للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إيقاف أي عمل عسكري محتمل للقوات التركية على البلدة.
وأكدت المصادر ذاتها، أن روسيا ونظام الأسد طلبا من قوات سوريا الديمقراطية الانسحاب من كامل عين عيسى ومحيطها، ورفع علم النظام فوق مؤسساتها الحكومية، وتسليمها إلى قوات النظام بشكل كامل لمنع الهجوم التركي على المدينة غير أن قوات سوريا الديمقراطية عرضت نموذجاً مماثلاً لاتفاق “مدينة منبج” وأبدت استعدادها لتسليم مداخل ومخارج “عين عيسى” فقط إلى قوات النظام الأمر الذي تم رفضه بشكل قطعي من قبل نظام الأسد وروسيا.
ويتهم الجيش الوطني المدعوم تركياً الوحدات الكردية بشن عمليات تسلل ضد مناطق سيطرته شرق الفرات، كما يحمل تلك الوحدات مسؤولية عشرات التفجيرات والسيارات المفخخة التي ضربت منطقة عملية “نبع السلام” خلال الأشهر الماضية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا وتتلقى دعماً عسكرياً ومادياً من قوات التحالف الدولي، كما وتحتكر الوحدات الكردية السيطرة على جميع موارد المنطقة.
وتتهم تلك القوات والإدارة الذاتية التابعة لها بإقصاء المكونات الأخرى في المنطقة، وإقصاء الأحزاب الكردية المعارضة لها كذلك.
وسبق أن لوّحت وزارة الدفاع التركية في 15 من تشرين الثاني الماضي، بإطلاق عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في شمالي سوريا، مؤكدة عزمها القضاء على التنظيمات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش الوطني السوري والوحدات الكردية في محيط منطقة عملية “نبع السلام”.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا، في 22 من تشرين الأول 2019، يقضي بإبعاد الوحدات الكردية 30 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود السورية التركية، مقابل تعليق عملية “نبع السلام”.
الرقة – راديو الكل