أحد المتورطين عسكري بالجيش اللبناني.. إحراق مخيم للاجئين السوريين في المنية
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة تؤكد وقوع إصابات جراء الحريق
أضرم شبان لبنانيون النار، الليلة الماضية، بمخيم للاجئين السوريين يضم عشرات العائلات في منطقة المنية شمالي لبنان، وذلك في حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إنّ “شباناً من آل المير عمدوا إلى إحراق بعض خيام النازحين السوريين في المنية على خلفية إشكال حصل بين أحد أفراد تلك العائلة وبعض العمال السوريين العاملين أدى إلى تضارب بالأيدي وسقوط 3 جرحى”.
في حين أفاد موقع “لبنان 24″، أن أحد المتورطين في الحادثة عسكري في الجيش اللبناني وذكر الموقع أن الخلاف ناجم عن إقدام سوري على جرح أخوين من آل المير على خلفية لعبة كرة قدم في محلة التبانة في طرابلس.
بدورها، أكّدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة وقوع إصابات جراء الحريق، من دون تحديد أعدادهم.
وقال المتحدّث باسم المفوضية خالد كبّارة، إنّ “الحريق امتدّ لكلّ مساكن المخيّم” المبنية من مواد بلاستيكية وخشبية والتي تقيم فيها حوالي 75 أسرة سوريّة لاجئة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف أنّ عدداً من هذه العائلات هربت من المخيم “بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار قوارير غاز”.
وأوضح المتحدّث أنّ حجم الحريق كان ضخماً بسبب المواد سريعة الاشتعال المبنية منها مساكن المخيّم ووجود اسطوانات غاز فيه.
وقال “البلاستيك والخشب مادتان سريعتا الاشتعال لوحدهما، فكيف إذا كانت هناك قوارير غاز أيضاً؟”.
وخلال الأشهر الماضية، تكررت حالات الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان وسط دعوات إلى ترحيلهم تزامنت مع حملات عنصرية وخطابات كراهية.
وفي 23 من تشرين الثاني الماضي، أقدم شبان لبنانيون على طرد لاجئين سوريين وحرق ممتلكاتهم في مدينة بشري شمال لبنان على خلفية مقتل لبناني على يد شخص يحمل الجنسية السورية.
وفي نيسان الماضي، أقدم لبنانيون على إحراق وتدمير خيم للاجئين السوريين في مخيم “عبد الرزاق كلنتون” المحاذي لبلدة “غزة” في البقاع، كما أطلقوا النار على لاجئين داخله وأصابوا عدداً منهم بعد تعرض لبناني للضرب إثر تحرشه بإحدى الفتيات.
كما قررت السلطات اللبنانية في حزيران 2019 إخلاء مخيم دير الأحمر بعد شجار بين الأهالي وعناصر الدفاع المدني اللبناني الذين وصلوا المخيم لإطفاء حريق، ونشب الخلاف حينها جراء دهس سيارة الإطفاء خيمتين كان يوجد بداخلهما أطفال.
ولجأ إلى لبنان مئات الآلاف من السوريين خلال السنوات الماضية، جراء العمليات العسكرية للنظام وحلفائه، في مقدمتهم حزب الله اللبناني، ضد المناطق الثائرة في عموم سوريا.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة في ظل غياب أبسط معايير الحياة ويقطن غالبيتهم في مخيمات سهل البقاع وعرسال والمناطق اللبنانية الأخرى.
وتضيق الحكومة اللبنانية على السوريين المتواجدين على أراضيها ودعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، مراراً لإعادتهم إلى سوريا، رغم أن تلك الخطوة قد تشكل خطراً على حياتهم.
وبحسب المفوضية الأممية لشؤون الإنسان، لجأ إلى لبنان نحو مليون سوري، فيما تقول الحكومة اللبنانية إن أعدادهم تقارب المليون ونصف المليون لاجئ.