اتهم إسرائيل بزعزعة الشرق الأوسط.. موسكو تعلق على استدعاء تل أبيب السفير الروسي
الخارجية الروسية: "موسكو لم تخف أبداً معارضتها للغارات الإسرائيلية على سوريا".
علقت وزارة الخارجية الروسية على استدعاء إسرائيل السفير الروسي في تل أبيب، بعد تصريحات لصحيفة محلية دافع خلالها عن إيران ونظام الأسد واتهم إسرائيل بزعزعة السلام في الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في إيجاز صحفي، أمس الجمعة، 25 من كانون الأول، إن “رد فعل إسرائيل الشديد على تصريحات السفير الروسي تستدعي استغراب موسكو، خاصة وأن الجانب الروسي أطلع الزملاء الإسرائيليين مراراً وتكراراً بآرائه إزاء هذه المسائل على مختلف المستويات”.
وأكدت المتحدثة أن جميع تصريحات السفير تتطابق مع مواقف روسيا المعروفة للجميع بشأن قضايا الشرق الأوسط.
وأضافت: “نؤكد اهتمامنا بمواصلة المشاورات الدورية مع الشركاء الإسرائيليين بشأن مسائل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. نقدر عالياً الحوار البناء والقائم على الثقة بيننا، ونتطلع، كما ذكر سفيرنا في المقابلة، إلى الاستمرار خلال اتخاذ القرارات في أخذ مباعث قلق إسرائيل بالمجال الأمني في عين الاعتبار”.
لكن استدركت بالقول: إن “روسيا لم تخف أبداً معارضتها للغارات الإسرائيلية على سوريا، لكونها تسهم في تقويض استقرار المنطقة”، حسب تعبيرها.
وحاولت المتحدثة تهدئة غضب تل أبيب عبر الإشارة إلى أن “روسيا تنظر إيجاباً بشكل عام إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، لاعتباره سبيلاً لإقامة قنوات جديدة للتفاعل المتحضر والمبني على معايير القانون الدولي”، وفق ما نقلت وكالة نوفوستي الروسية.
وقالت الدبلوماسية الروسية، إن “موسكو تنطلق من أن استمرار التصعيد ورفض الحوار يعيق إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني”، مشددة في الوقت نفسه على “الموقف الروسي الثابت القاضي بأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مركزية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، ولا يمكن التوصل إلى استقرار إقليمي مستدام وطويل الأمد دون حلها”.
وفي 9 من كانون الأول الحالي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف، بعد تصريحات أدلى بها لصحيفة “جيروزاليم بوست”.
وذكر بيان الخارجية الإسرائيلية، أن رئيس دائرة الشؤون السياسية الاستراتيجية في الوزارة آلون بار “اعترض بشدة” على تصريحات السفير الروسي، وقال إنها “لا تعكس وقائع الشرق الأوسط وتم بحثها مراراً خلال محادثات سياسية جرت عبر قنوات دبلوماسية” بين إسرائيل وروسيا.
وكان السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، دافع خلال حديث لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن دور إيران ومليشيا “حزب الله” في سوريا، زاعماً أن بلاده لم ولن توافق على شن ضربات إسرائيلية في سوريا لا في الماضي ولا في الحاضر.
وقال السفير الروسي، أناتولي فيكتوروف، في مقال نشرته الصحيفة يوم 8 من كانون الأول، إن على إسرائيل “ألا تهاجم أراضي أعضاء الأمم المتحدة ذوي السيادة”.
واعتبر السفير الروسي أن إسرائيل تزعزع استقرار الشرق الأوسط أكثر من إيران.
وقال إن “المشكلة في المنطقة ليست الأنشطة الإيرانية بل نقص في التفاهم بين الدول وعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وتدعم كل من روسيا وإيران نظام الأسد وتدعم كلتاهما قواته في حربها ضد السوريين المطالبين بالحرية، في حين تشن إسرائيل غارات جوية بشكل متكرر ضد مواقع انتشار المليشيات الإيرانية داخل سوريا بهدف دفعها للانسحاب.
وتنسق تل أبيب غاراتها مع موسكو لتتجنب أن تسفر الغارات عن خسائر في صفوف القوات الروسية المنتشرة في سوريا.
وفي 23 من كانون الأول الحالي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده ستواصل التصدي لمحاولات إيران التمركز في سوريا ولبنان ولن تتساهل مع مساعيها لتطوير صواريخ عالية الدقة.
وكان الجيش الروسي، أعلن دخوله القتال إلى جانب قوات النظام في 30 من أيلول 2015، بزعم قتال داعش إلا أن أغلب عملياته تركزت ضد فصائل المعارضة السورية ما مكّن نظام الأسد من استعادة السيطرة على عشرات المدن والبلدات الثائرة.