الليرة السورية تواصل النزيف غداة حزمة سادسة من “عقوبات قيصر”
تقهقرت الليرة السورية أمام العملات الأجنبية مجدداً غداة يوم من فرض الإدارة الأمريكية الحزمة السادسة من عقوبات قيصر ضد نظام الأسد.
وتراجعت سعر الليرة السورية أمام العملة الأمريكية في السوق السوداء ليسجل الدولار الواحد 2930 ليرة للمبيع و2900 ليرة للشراء عند ساعة إعداد هذا التقرير بحسب موقع الليرة اليوم.
كما قفز سعر العملة الأوروبية أمام العملة المحلية ليصل سعر اليورو الواحد 3573 ليرة للمبيع و3532 ليرة للشراء.
في حين لا يزال مصرف سوريا المركزي، التابع للنظام، يحافظ على سعر صرف ثابت قدره 1256 ليرة مقابل الدولار الواحد.
وتزامن تراجع قيمة العملة المحلية مع إصدار الإدارة الأمريكية حزمة سادسة من عقوبات قيصر طالت أسماء الأسد وأفراد من عائلتها ومقربين منها.
ومساء أمس، توعد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جويل رايبيرن، بأن تستهدف واشنطن أذرع الأسد الاقتصادية في كل مكان، وذلك بالتزامن مع فرض الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات بموجب قانون “قيصر”.
وقال رايبيرن، إن “بشار الأسد يحافظ على أمواله عبر السماح للآخرين باستثمارها والعمل كأذرع له”.
وشدد على أن الإدارة الأمريكية لن تنخدع بمحاولات بشار وأسماء العمل من خلال آخرين بما في ذلك أشخاص يتواجدون خارج سوريا.
وأشار إلى أن دول الخليج هي المسار الذي تقوم به مافيا نظام الأسد بتنمية أمواله، ودعا مجتمع الأعمال في دول الخليج إلى أن يكونوا على دراية تامة بهذا الأمر، وطالبهم بعدم الانخراط بمعاملات من هذا القبيل مع مافيات الأسد، حسب تعبيره.
وسبق أن تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة خلال شهري أيار وحزيران الماضيين، ليسجل سعر صرف الدولار الواحد في 8 من حزيران الماضي في دمشق 3200 ليرة.
وعلى خلفية انهيار سعر صرف الليرة، سجلت مناطق تخضع لسيطرة النظام مظاهرات ضد تردي مستوى المعيشة، وطالب المحتجون برحيل رأس النظام وحكومته.
كما قررت مناطق المعارضة في شمال سوريا استخدام العملة التركية عقب تذبذب سعر صرف الليرة السورية وانهياره.
ودأبت حكومة النظام على تبرير تدهور سعر العملة المحلية بالعقوبات الأمريكية والأوربية، غير أن رأس النظام بشار الأسد كذب تلك المزاعم في تشرين الثاني الماضي مؤكداً أن سبب الأزمة هو فقدان التجار والمستثمرين السوريين في مناطق سيطرته مليارات الدولارات في المصارف اللبنانية.
وكانت الليرة السورية انخفضت خلال شهري أيار وحزيران تزامناً مع نشوب خلاف بين حكومة النظام ورجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، إضافة إلى فرض واشنطن عقوبات بموجب قانون قيصر ضد أفراد وكيانات تدعم النظام.