الحريري: قلقون بأن نرى العملية السياسية تسير وراء ما يريده الروس
أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري، عن خشيته أن تكون هناك عملية تعطيل مقصودة للجنة الدستورية لحرف العملية عن مسارها، وحذر من أن هناك أطرافاً تدفع النظام وحلفاءه لبدء عملية عسكرية في إدلب.
وقال الحريري في مقابلة مع وكالة الأناضول، اليوم الأربعاء، 23 من كانون الأول، إن “روسيا عندما رأت اللجنة الدستورية تبتعد عن المرامي التي ابتغتها، عملت على تمييعها، فهي لا تريد لجنة تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة، والقرار 2254، ويتم فيها انتقال سياسي، بل تريد ما يشبه لجنة مصالحة كما جرى على الأرض بقوة السلاح”.
وأضاف: “ما نقرأ في اللجنة الدستورية هو التعطيل منذ تأسيسها والمسؤول روسيا والنظام”.
وتابع: “نحن قلقون بأن نرى العملية تسير وراء ما يريده الروس باعتبارها فاعلة على الأرض، والمجتمع الدولي منشغل، فنرى الجهود الأممية تميل للرؤية الروسية”.
وعن الجدل الحاصل حول طرح الأمم المتحدة مصطلح “العدالة التصالحية”، أفاد الحريري: “هذا المصطلح مرفوض نريد عدالة انتقالية يتبعها عملية تعويض للمتضررين، بعد تشكيل الحكم والدستور، والعدالة الانتقالية يمكن أن تهيئ لمصالحة وطنية”.
واستطرد: “الخشية أن تكون هناك عملية تعطيل مقصودة لحرف العملية عن مسارها، ولصون العملية يجب الاهتمام ببقية محاور القرار 2254، والدعوة لجلسات تفاوضية موازية لمواجهة ملف الحكم الانتقالي”.
وعن أسس الحل السياسي في ظل هذا الجدل، قال الحريري: “الحجر الأساس في عملية بناء العملية السياسية في سوريا يبدأ عبر الحكم الانتقالي، حتى لو تم التوصل لمسودة دستور، وبدون الحكم الانتقالي لا يمكن عودة ملايين اللاجئين، ولا يمكن مكافحة الإرهاب بظل وجود النظام الحالي”.
وأضاف: “تصريح المبعوث الأممي غير بيدرسون، باستخدام العدالة الترميمية غير موجودة في مفردات الحل السياسي، والعدالة الانتقالية وجبر الضرر يمكن التعبير عنه كما هو بتعويض المتضررين”.
وتطرق الحريري إلى مجموعة تحديات تواجه العملية السياسية في سوريا منها “الانتخابات الرئاسية الهزلية غير الشرعية التي يقوم بها النظام، وينبغي على الدول الداعمة للحل السياسي عدم الاعتراف بها سياسياً وقانونياً لنهز شرعية النظام”.
وأضاف الحريري أن التحدي الآخر هو إصرار النظام وحلفائه مدفوعين بأطراف أخرى لبدء عملية عسكرية في إدلب متذرعين بمحاربة الإرهاب”.
وأكد أن لدى المعارضة شك كبير في أن النظام وإن طال الوقت سيفكر بهذه العملية، ومن أولى الأوليات حماية المنطقة ومنع سقوطها بيد النظام، وهو الأمر الذي سيبقى أهم تحديات العام 2021 في ظل غياب الحل السياسي.
وأشار إلى أن كل ذلك يأتي “مع استمرار حالة المعاناة في ظل مساعدات إنسانية تدخل للنظام ويجيرها لمصالحه والفئات الأقرب له ويعاني الناس من نقص المقومات الأساسية للحياة”.
تطورات شرق الفرات
ورداً على سؤال حول التطورات بمنطقة شرق الفرات، وعمليات الجيش الوطني بمحيط مدينة عين عيسى، قال الحريري: ” قسد (قوات سوريا الديمقراطية) لم تتخل عن ارتباطها مع بي كا كا الإرهابية ولم تتخل عن ممارستها تجاه الشعب السوري، ولم تقبل بأن تغير رؤيتها للوضع في سوريا وعن الكينونات الفيدرالية”.
وشدد أن هذه القوات “لم تطبق الاتفاقات الموقعة بين تركيا وأمريكا، وتركيا وروسيا (2019)، وبالتالي لم يتم الانسحاب بالشكل المطلوب من هذه المناطق، ما دفع تركيا والجيش الوطني للتحذير مطالبين بتطبيق الاتفاقيات”.
وتابع شارحاً: “العمليات العسكرية بدأت مدفوعة باستفزازات من قبل قسد، عبر القصف وخلاياها النائمة، تستهدف الأمن في المناطق المحررة وهو ما استدعى التحرك في الفترة الماضية، وتم تحرير قرى بمحيط عين عيسى”.
وحذر من أنه “إن لم تنسحب قسد من هذه المناطق، فإن الوضع مفتوح على كل الخيارات، والعملية العسكرية ستتوسع في الأيام المقبلة”.
وأعرب عن أمله في حل الأزمة الخليجية، وعودة العلاقات لطبيعتها بين تركيا والسعودية ومصر، مؤكداً أن الشعب السوري سيكون من بين المستفيدين من ذلك التقارب خلافاً للنظام والمحور الداعم له وخاصة إيران.
كما نفى الحريري ما تردد عن حدوث لقاء مع شخصيات سوريّة في قطر بواسطة من القيادي الفلسطيني خالد مشعل، وقال إن”قوى المعارضة ليست بحاجة للوساطة كي تلتقي، هي تلتقي بإرادة ذاتية، والتواصل مستمر، واللقاء مع مشعل هو لقاء صدفة في العزاء، وجاء لتقديم واجب العزاء دون لقاءات أخرى”.