ألمانيا وفنلندا تستعيدان نساءً وأطفالاً من مخيمات احتجاز الوحدات الكردية
أعلنت كل من ألمانيا وفنلندا، استعادة 18 طفلاً و5 نساء من مخيمات الاحتجاز الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في شمالي سوريا، وذلك في ظل تردي الوضع الإنساني في تلك المخيمات.
وأعادت ألمانيا ثلاث نساء و12 طفلاً، بشكل مباشر من داخل مناطق سيطرة الوحدات الكردية بعد أن كانت تنقلهم قبل ذلك إلى تركيا كخطوة أولى قبل إعادتهم، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ووصف وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، هذه المبادرة المشتركة التي أُجريت السبت الماضي بواسطة طائرة أُرسلت خصيصاً لهذا الغرض، بأنها “عملية إنسانية”.
وقال: إن “من بين الأطفال يتامى ومرضى، ما جعل عملية العودة “ضرورية للغاية”، متعهداً القيام بخطوات أخرى مماثلة “في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
وتبلغ أعمار النساء الألمانيات الثلاث 21 و24 و38 عاماً، وهن مستهدفات في بلدهن الأم بملاحقات قضائية بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.
ونقلت الوكالة الأنباء الفرنسية، عن كمال عاكف، المتحدث باسم “الإدارة الذاتية”، إن النساء الثلاث الألمانيات اللواتي تم تسليمهن إلى سلطات بلادهن هن “زوجات” متشددين في تنظيم داعش و”في حالة صحية سيئة للغاية”، مضيفاً أنه “تم نقلهن بسبب حالتهن الصحية التي تتطلب علاجاً في الخارج”.
وأعلنت النيابة الألمانية لمكافحة الإرهاب، في بيان، أن إحدى النساء الثلاث أوقفت لدى وصولها إلى فرانكفورت ووضعت في الحجز، فيما بقيت الاثنتان الأخريان حرّتين.
ويشتبه القضاء الألماني بأن تكون الموقوفة، التي وصلت سوريا بعمر 15 عاماً، استخدمت مع زوجها شابة إيزيدية كـ “سبية” في الرقة.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية إعادة 6 أطفال وامرأتين من مخيمات شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية.
وأشارت وزارة الخارجية الفنلندية إلى أن “المخيمات في شمال شرقي سوريا تشكل خطراً أمنياً على المدى الطويل”.
وأكدت أنه “كلما طالت مدة بقاء الأطفال في تلك المخيمات بدون حماية وتعليم، سيكون منع التطرف أكثر صعوبة”.
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، لا يزال 70 شخصاً راشداً من الجنسية الألمانية في مخيمات تخضع لسيطرة الأكراد في شمالي سوريا، وكذلك نحو 150 طفلاً منحدرين من مواطنين ألمان.
في حين، أفادت وزارة الخارجية الفنلندية، أن نحو 15 طفلاً وأكثر من عشر نساء من الجنسية الفنلندية لا يزالون في مخيمات في شمال شرقي سوريا.
وأوضحت، أنه بالمجمل يقطن في هذه المخيمات أكثر من 6 آلاف طفل ونحو 3 آلاف أم من جنسيات أجنبية بينهم 600 طفل و300 امرأة من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الوزارة إلى أن نصف الأطفال المحتجزين في هذه المخيمات لا تفوق أعمارهم خمس سنوات.
وفي 6 من تموز الماضي، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إعادة نساء وأطفال مقاتلي تنظيم داعش من مخيمات في سوريا والعراق إلى بلدانهم، محذراً من أن مخاطر فيروس كورونا تزيد من تدهور الأوضاع في هذه المخيمات.
وطالبت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في 22 من حزيران الماضي، الدول التي تمتلك رعايا محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا باستعادتهم، ولاسيما مع تنامي الخطر من انتشار فيروس كورونا.
وأشارت المفوضية إلى أن أولئك المحتجزين ليسوا موقوفين بشكل رسمي ولا يواجهون تهماً جنائية في سوريا، لكن لا يسمح لهم مغادرة المخيمات، وتُركوا في طيّ النسيان القانوني مع وصول محدود، إن وجد، للخدمات القنصلية، في ظروف قد تهدد الحياة.
ويعيش في مخيمات الاحتجاز التابعة لما تسمى بـ الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا وحدها نحو 12 ألف أجنبي، 8 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية.