بعد افتضاح مزاعمه.. النظام يباشر تزويد مدينة الحسكة بالمياه
تركيا دحضت أول أمس مزاعم النظام حول مسؤوليتها عن توقف محطة مياه علوك عن العمل
بدأت حكومة النظام بضخ مياه الشرب إلى مدينة الحسكة، غداة يوم من تفنيد أنقرة مزاعم نظام الأسد حول مسؤوليتها عن انقطاع مياه الشرب عن المحافظة.
وأفادت وكالة سانا التابعة للنظام، أمس الأحد، 20 من كانون الأول، بأن “المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة باشرت ضخ المياه إلى مدينة الحسكة بعد توقف دام لأكثر من 25 يوماً جراء إيقاف تشغيل محطة مياه علوك بريف مدينة رأس العين”.
ونقلت الوكالة، عن المدير العام للمؤسسة، محمود العكلة، أنه “بعد الانتهاء من عملية ضخ المياه من خزانات التجميع في منطقة الحمة إلى محطة العزيزية بمدينة الحسكة، بدأ تزويد المشتركين بالمياه في أحياء غويران شرقي وغربي والليلية والنشوة الشرقية والزهور والتجمعات الجنوبية”.
وأول أمس السبت، دحضت تركيا مزاعم النظام حول مسؤوليتها عن توقف محطة مياه علوك عن العمل وحملته مسؤولية انقطاع المياه عن المحافظة جراء توقفه عن تغذية المحطة بالطاقة الكهربائية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن نظام الأسد قطع التيار الكهربائي عن المحطة اعتباراً من 6 كانون الأول، وعرّض حياة أهالي “تل أبيض” و”رأس العين” والحسكة للخطر عمداً، وترك أهالي المنطقة بلا ماء.
وأوضحت المصادر التركية، أن النظام قطع التيار الكهربائي 10 مرات لمدة 27 ساعة في تشرين الثاني الماضي، ومرتين لمدة 30 ساعة في الأسبوع الأول من كانون الأول الحالي، بداعي صيانة المحطة الكهربائية التي تغذي محطة المياه.
وبينت المصادر، أنه يتم توفير 29 بالمئة فقط من الكهرباء اللازمة لمركزي مدينتي “تل أبيض” و”رأس العين” وريفيهما في منطقة نبع السلام، موضحة أن ذلك يحدث بشكل غير منتظم.
وأشارت إلى أن المسؤول عن إصلاح الأعطال في محطة “مياه علوك” أكد أن مصدر المشكلة ليست تركيا، وأن النظام لا يوفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المضخات بقدرة كافية.
ورغم سيطرة الجيش الوطني بدعم تركي على محطة علوك للمياه، إلا أن المحطة تتغذى بالطاقة الكهربائية من مناطق سيطرة النظام وما تسمى بـ”الإدارة الذاتية” بموجب تفاهمات برعاية روسية.
وفي 16 من كانون الأول، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إلى توقف محطة علوك للمياه مرة أخرى عن ضخ المياه في 3 كانون الأول نتيجة انقطاع التيار الكهربائي للمحطة.
وسبق أن شهدت المحافظة أزمة مياه مشابهة في آب الماضي جراء توقف “الإدارة الذاتية” عن تزويد محطة علوك بالكهرباء.
وفي ذلك الحين، دحض مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، مزاعم نظام الأسد الذي اتهم أنقرة بقطع المياه عن الحسكة.
وأوضح سينيرلي أوغلو، خلال جلسة لمجلس الأمن، أواخر آب الماضي أن محطة “مياه علوك” التي تغذي الحسكة بالمياه تعمل بالطاقة الكهربائية القادمة من “سد تشرين” الواقع تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” ويشرف النظام على إدارته وصيانته.
وجاء الإيضاح التركي آنذاك، بعد أن أفاد نائب منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، راميش راجا سينغهام، في آب الماضي بأن محطة “مياه علوك” شهدت انقطاعاً للمياه 13 مرة على الأقل خلال العام الحالي، ما أثر على 460 ألف مدني في المنطقة.
وأُنشئت “محطة علوك” لتجميع وضخ المياه عام 2010 باستطاعة ضخ تبلغ حوالي 175 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً، وذلك بعد شح مصادر مياه الشرب في الحسكة وأريافها.
وتضم المحطة خزان مياه تبلغ سعته 25 ألف متر مكعب، و12 مضخة كبيرة، تقوم بضخ المياه عبر خطوط نقل بطول 67 كيلو متراً لإيصالها إلى محطة مياه “منطقة الحمة” بريف الحسكة الغربي، ومنها إلى التجمعات السكانية.