روسيا تقر بنشر قواتها الخاصة في مواقع انتشار المليشيات الإيرانية قرب الحدود العراقية
المصدر أكد أن مزيداً من التعزيزات العسكرية ستصل إلى منطقتي البوكمال والميادين خلال الأيام القليلة القادمة
أقرت روسيا بإرسال قواتها الخاصة إلى منطقة البوكمال بالقرب من الحدود السورية العراقية مبررة تلك الخطوة بأنها تأتي لمحاربة تنظيم داعش، وذلك عقب أيام من حديث محطة أمريكية عن اتفاق غير معلن بين روسيا والمليشيات الإيرانية يقضي بنشر قوات روسية في المنطقة الخاضعة لسيطرة المليشيات على الحدود السورية العراقية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر ميداني لم تسمه اليوم الأحد، 20 من كانون الأول، أن قوة روسية خاصة، توجهت قبل أيام إلى بادية دير الزور بهدف القيام بعملية تمشيط واسعة للمنطقة الحدودية السورية العراقية بالقرب من منطقتي الميادين والبوكمال.
وأكد المصدر أن تعزيزات تتألف من مدرعات عسكرية والعشرات من عناصر روسية خاصة، بالإضافة إلى استدعاء تعزيزات عسكرية إضافية من وحدات قوات النظام إلى المنطقة.
وبرر المصدر تلك التحركات بأنها تأتي ضمن عملية البحث عن خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة على الحدود السورية العراقية، حسب زعمه.
وزعم أن طيران النظام وروسيا نفذ عدّة غارات جويّة باتجاه منطقتي كباجب والشولا بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد رصد آليات وتحركات معادية لمسلحي تنظيم “داعش” في المنطقة.
وقال المصدر إنه “خلال الأيام القليلة القادمة سوف تصل مزيد من التعزيزات العسكرية إلى منطقتي البوكمال والميادين، ومن المقرر بدء عمل عسكري واسع في المنطقة لتأمين كامل الحدود السورية العراقية شرق دير الزور”.
وأمس الأول،أفادت قناة الحرة الأمريكية، بتوصل روسيا والمليشيات الإيرانية إلى اتفاق غير معلن يقضي بنشر قوات روسية في المنطقة الخاضعة لسيطرة المليشيات على الحدود السورية العراقية.
ونقلت القناة، عن مصدر مطلع، لم تسمه أن قوات تتبع لـ”الفيلق الخامس” الذي تدعمه روسيا انتشرت الخميس الماضي في قرية الهري الواقعة على الحدود السورية- العراقية بعمق خمسة كيلومترات.
وأوضح المصدر، أن الاتفاق يقضي بسحب ميليشيا “حركة النجباء” و”حزب الله” اللبناني و”حزب الله العراقي” من قرية الهري، على أن تحل مكانها قوات “الفيلق الخامس”، بالإضافة إلى عناصر من الشرطة الروسية، من أجل تنفيذ دوريات بين الفترة والأخرى.
وبموجب الاتفاق كذلك، ستسلّم الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على البوكمال مقار عسكرية للقوات الروسية داخل المدينة.
وبحسب القناة، شهدت البوكمال في الأيام القليلة الماضية عدة اجتماعات بين ضباط روس وقادة ميليشيات إيرانية، من أجل تنسيق الانتشار الجديد في المنطقة لكلا الطرفين.
وفي 14 من كانون الأول الحالي، أفادت مراسلة راديو الكل في دير الزور، بأن القوات الروسية افتتحت مقراً لها وسط مدينة البوكمال في محاولة لتثبيت أقدامها في المنطقة التي تهمين عليها المليشيات الإيرانية.
وقالت مراسلتنا، إن المقر الجديد يقع في فندق الساحلي وسط المدينة حيث شوهد انتشار لعناصر من القوات الروسية هناك.
وتسعى روسيا لاستعادة نفوذها في البوكمال بعد طرد مليشيا لواء القدس التابعة لها من المنطقة في وقت سابق العام الحالي.
وتنتشر المليشيات الإيرانية في عدة مناطق جنوب شرق محافظة دير الزور على مقربة من الحدود العراقية ولاسيما في مدينة البوكمال، حيث يقع المعبر البري الوحيد الذي تستقدم عبره إيران الأسلحة والذخائر إلى سوريا.
وتتعرض مواقع المليشيات الإيرانية في البوكمال لقصف مجهول الهوية وسط ترجيحات بأن تكون قوات التحالف الدولي وراءه.
وكانت قوات الأسد سيطرت بدعم من المليشيات الإيرانية وبغطاء جوي روسي على مدينة البوكمال، في تشرين الثاني من العام 2017، بعد انسحاب تنظيم داعش منها.