نظام الأسد: حرائق الصيف مؤامرة خارجية
قدم نظام الأسد رواية جديدة تناقض ادعاءاته السابقة حول أسباب الحرائق التي اجتاحت الغطاء النباتي في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة خلال فصل الصيف، زاعماً أنها مدبرة من “جهات خارجية”.
وقال مدير فرع الأمن الجنائي في اللاذقية، العقيد عدنان اليوسف، في تسجيل مصور نشرته صفحة الوزارة على فيسبوك، أمس الأربعاء، 16 من كانون الأول، إن “دوريات الأمن الجنائي تمكنت من إلقاء القبض على 3 أشخاص مشتبه بهم، بعد أن تم الإبلاغ عن حرائق في 9 من تشرين الأول الماضي”.
وأضاف اليوسف أنه “وبالتحقيق مع المشتبه بهم اعترفوا بإضرام النار بالأراضي الزراعية بالاشتراك مع آخرين، وبتوجيه وتخطيط وتمويل، ليتم إلقاء القبض على 39 شخصاً اعترفوا بتلقيهم تمويلاً خارجياً وبإحراقهم عشرات المناطق في ريفي اللاذقية وطرطوس وريف حمص”.
وبحسب اليوسف، اعترف المتهمون “بعقد عدة اجتماعات خططوا خلالها لإضرام الحرائق، وكيف وجهوا المنفذين لإحراق أماكن بعينها، حيث كانت الاجتماعات تتم بين الوسطاء والمخططين والممولين”، حسب تعبيره.
وتناقض الرواية الجديدة ما أعلنه النظام سابقاً، حيث ألقت وزارة داخلية النظام 9 من أيلول الماضي، اللوم على مواطن فشل في السيطرة على نار أشعلها في محمية الشوح والأرز شرقي اللاذقية، وقالت حينها إن النيران انتقلت من المحمية إلى الجانب الآخر من السلسلة الجبلية ووصلت إلى المنطقة الحراجية في سهل الغاب الشمالي، والتهمت مساحات شاسعة في قرى جورين وفريكة وعين سليمو ونبل الخطيب وعين بدرية وشطحة.
وأفادت كذلك أن الحريق الذي حدث في ناحية عين الكروم تبين أنه بفعل فاعل وتم توقيف ثلاثة أشخاص مشتبه بهم على ذمة التحقيق، بيد أنها ذكرت حينها بأن المتهمين يعملون في تجارة الأخشاب.
كما استنتجت التحقيقات آنذاك أن الحريق الذي اندلع في جبل الشيخ زيتون وامتد إلى قرى بيرة الجرد والمجوي والمشرفة، ناجم عن إحراق أحد المزارعين بقايا مخلفات زراعية في أرضه، ما تسبب بانتقال النار إلى الحراج.
وعقب ذلك أعلنت الوزارة في 11 من أيلول، أن “أجهزة قوى الأمن الداخلي اعتقلت 6 أشخاص وأحالتهم للقضاء بعد أن قامت بإجراء التحقيقات اللازمة في الأسباب التي أدت لنشوب الحرائق التي شهدتها محافظة طرطوس.
وأوضحت أن التحقيقات خلصت لإلقاء القبض على ستة مواطنين في المجيدل وحمام واصل وحصن سليمان وجنين، بعد أن تبين أنهم قاموا بإشعال النار في أراضيهم الزراعية ومن ثم انتقلت إلى الحراج وأراض أخرى.
غير أنها أعلنت في 12 من تشرين الأول، توقيف 15 شخصاً في طرطوس قالت إنهم من المتهمين بافتعال الحرائق دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وجاءت تلك الاتهامات بعد أن طالت أجهزة النظام ومسؤوليه المعنيين بالانتقادات بعد فشل محاولات إخماد النيران، فضلاً عن موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي من تأخر مروحيات الأسد في المشاركة بعمليات الإطفاء ورفض روسيا المشاركة بجهود إخماد الحرائق.
وسجلت مناطق سيطرة النظام في حماة واللاذقية وطرطوس والسويداء عشرات الحرائق خلال الصيف الماضي اندلع أبرزها في مناطق مصياف وريف اللاذقية، وذلك بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة أثرت على معظم الأراضي السورية.
وأعلنت وسائل إعلام النظام في تشرين الأول الماضي مصرع 4 أشخاص وإصابة ونحو 90 آخرين بحالات اختناق جراء الحرائق.
وكانت حكومة النظام توعدت بإجراء تحقيقات حول أسباب الحرائق التي أجهزت على مساحات واسعة من الأراضي الحراجية في محافظات حماة وطرطوس واللاذقية.