شلل الأطفال.. انتقال المرض وأهمية اللقاح لتجنب الإصابة

مرض شلل الأطفال مرض فيروسي ينتقل بالعدوى من شخص لآخر ومن الضروري أخذ اللقاح للوقاية منه.

انتقال المرض والعدوى

في حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور ياسر نجيب رئيس اللجنة التقنية في فريق لقاح سوريا يبين كيف ينتقل الفيروس من شخص لآخر، حيث ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق الطعام والشراب الملوث ببراز الشخص المصاب الحامل للفيروس أو الحامل للفيروس فقط أي ربما بدون أن  يكون مصاب لأن هناك حاملين للفيروس لا يؤثر عليهم الفيروس.

يكون الفيروس موجوداً في أمعاء الشخص في الفترة الأولى من المرض وغالبًا هم الأطفال تحت سن السنتين، هناك حاملون سليمون للفيروس في أمعائهم وهم ينقلون العدوى ولايصابون بالشلل، حيث إن من كل مئة إلى مئتي شخص مصاب بالعدوى، يحدث شلل عند طفل واحد من هؤلاء المئة إلى مئتي شخص.

ينتقل الفيروس بالطريق الفموي البرازي أي إن الشخص المريض أو الحامل للفيروس يطرح الفيروس في برازه فأي مخالطة لهذا الشخص يمكن أن تنقل العدوى وكذلك تلوث الأطعمة أو الأشربة ببراز هذا الشخص ستنقل العدوى للآخرين.

ويؤدي تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي إلى نقل العدوى لأعداد كبيرة من الناس أو عن طريق الخضار الذي يروى بمياه المجارير أحياناً وهذا تصرف خاطئ سيقوم بنقل العدوى.

تأثير الفيروس على الجسم

ويوضح د. نجيب أن الفيروس يؤثر في الجسم على الجملة العصبية، يؤثر في النخاع الشوكي على الخلايا العصبية المسؤولة عن تحريك الأطراف والعضلات بشكل عام وغالباً هو يصيب الأعصاب المسؤولة عن تحريك الساقين فغالباً ما تصاب ساق واحدة لكن يمكن أن تصاب ساقان معاً ويمكن أن تصاب العضلات التنفسية التي تقوم بحركات تنفس وهذا يؤدي إلى إصابة خطيرة وتؤدي إلى الوفاة.

مدى تفشي الوباء في الشمال المحرر

توقفت أنشطة التلقيح بعد عام 2011 وظهر وباء شلل الأطفال في محافظة دير الزور بأواخر عام 2013 وأصيب حوالي 35 طفلاً بحسب د. نجيب، الذي يقول “من ذلك الوقت تم تشكيل فريق لقاح سوريا ونفذ أول حملة بلقاح شلل الأطفال الفموي في كانون الثاني 2014 بعد ذلك تمت السيطرة على الوباء ولم تعد تظهر حالات حتى عام 2017 أيضًا في محافظة دير الزور ظهر 70 إصابة جديدة من نوع خاص من شلل الأطفال حقيقة وأصيب بعض الأطفال في المحافظات المجاورة أيضًا تمت السيطرة على الوباء بإعطاء اللقاح اللازم ومنذ  2017 حتى الآن لم تعد تظهر الحالات”.

أعراض شلل الأطفال واللازم فعله في حال ظهورها

وحول الأعراض التي تظهر على المصاب بالفيروس يبين د. نجيب أم الفيروس يتكاثر في الأمعاء ويسبب عند الطفل حمى ونوع من التهاب البلعوم أو أعراض تنفسية عليا لبضعة أيام ثم تختفي الحرارة وفي اليوم التالي يظهر الشلل على ساق واحدة أو ساقين معاً أو العضلات التنفسية، ولا يعود الطفل قادر على تحريك قدمه أو على المشي إذا كان وصل إلى عمر المشي فينتبه الأهل إلى هذه الحالة ويلجؤون إلى الطبيب حتماً والطبيب سيطلب بعض التحاليل للتأكد من الإصابة لأن هناك أمراضاً تشبه شلل الاطفال ولكنها غير معدية يصاب الطفل بارتخاء في الساق أو العرج أو عدم القدرة على المشي لكن ليس بسبب الفيروس ربما لأسباب عديدة أخرى، فيتم القيان بالبحث عن الحالات المشابهة للتأكد أن المنطقة خالية من شلل الأطفال الناجم عن الفيروس ويتم أخذ عينات من البراز لهؤلاء الأطفال المصابين بارتخاء الساق للتأكد أن الحالة ناجمة عن فيروس شلل الأطفال أو عن الأسباب الأخرى.

الوقاية ولقاح شلل الأطفال في المحرر

ينبه د. نجيب إلى أن الوقاية الوحيدة من شلل الأطفال هي بأخذ اللقاح ويوجد نوعين من اللقاحات النوع الأول وهو الذي يؤخذ عن طريق الفم  وهو نقطتين في الفم، ولقاح شلل عضلي يعطى حقنتين عندنا في برنامج التلقيح الروتيني في بداية الشهر الثالث من العمر وبداية الشهر الخامس من العمر.
أما لقاح الشلل الفموي يعطى في بداية الشهر الثالث وبداية الخامس وبداية السابع وبعمر السنة والنصف وبالإضافة لهذا الشيء يقول د. نجيب “ننفذ عملياً حملتين كل شهر ونستهدف الأطفال من عمر ما دون خمس سنوات هذه الحملات لندعم مناعة الأطفال ضد هذا المرض ولننشر فيروس اللقاح بين الأطفال لنقضي على أي وجود للفيروس المسبب للمرض في البيئة والمجتمع”.

العلاج

بحسب د. نجيب فإن مجرد حصول الشلل يكون قد فات الوقت ولا يمكن فعل شيء، لأنه لا يوجد علاج بعد حصول الشلل إذا كان ناجم عن الفيروس، وإنما هي علاجات فيزيائية فقط لتقوية العضلات قدر الإمكان فيتم استعمال بعض الأجهزة في العلاج الفيزيائي، أو العكاز ولكن لا يوجد علاج، الإجراء المناسب هو الوقاية فقط.

نصائح من الطبيب

يوجه د. نجيب نصائح إلى الأهالي في الشمال السوري المحرر بقوله “أهيب بالأهل جميعاً أن يبادروا إلى تلقيح أطفالهم وفق برنامج التلقيح الروتيني فالمطلوب 6 زيارات من الأهل لاصطحاب أطفالهم إلى مراكز اللقاح، عندنا 93 مركز تلقيح منتشرة في الشمال السوري إضافة إلى الفرق الجوالة التي تزور كل القرى حيث نزور كل القرى حتى لو كانت صغيرة نزورها كل شهر إلى شهرين مرة، أحياناً نزور القرية مرتين في الشهر لنلقح الأطفال ونسهل على الأهل عملية التلقيح”، منوهاً إلى أن الجرعة الأولى هي بعد الولادة بأسرع ما يمكن حيث يتم إعطاء لقاح السل ولقاح الكبد الصفرية، فهناك زيارة في بداية كل من  الشهر الثالث والخامس والسابع من العمر، وفي عمر السنة والسنة والنصف حتى يستكمل اللقاحات لضمان حماية الأطفال من عدد كبير من الأمراض التي تصيب الطفولة وهي قابلة للوقاية من اللقاحات ونبه د. نجيب إلى ضرورة احتفاظ الأهالي ببطاقة اللقاح لإظهارها لفريق التلقيح عند الزيارة والضرورة.