“فورين أفيرز”: هذا ما على إدارة بايدن فعله لمواجه نفوذ إيران في سوريا
أكدت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن تواصل إيران مع نظام الأسد لا يزال يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي، داعيةً إدارة بايدن إلى اتخاذ سلسلة إجراءات سريعة لوقف التمدد الإيراني في سوريا.
وقالت المجلة، في تقرير، يوم 14 من كانون الأول، إن “لدى إيران سبباً وجيهاً لتجنب لفت الانتباه إلى أنشطتها في سوريا ولطالما حاولت التقليل من دورها هناك مؤخراً، لكن تواصل طهران مع دمشق لا يزال يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي، كما تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل بشأن سوريا بسرعة وقد تجبر إدارة بايدن على التحرك هناك فور توليه منصبه”.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أوضح سابقاً أن مواجهة وجود إيران ونفوذها في سوريا ستكون أولوية لإدارته ولاسيما أن طهران تساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي من خلال دعم النظام في دمشق وبتمرير الأسلحة والإمدادات إلى حلفائها وشركائها في العراق ولبنان وسوريا.
وبحسب المجلة، حددت إدارة ترامب المشكلة بشكل صحيح لكنها اتبعت سياسة “الكل أو لا شيء ” التي بالغت في تقدير نفوذ واشنطن على طهران، ولم يؤد هذا النهج إلا إلى ترسيخ وتوسيع إيران في سوريا، كما طرح إعلان الولايات المتحدة مراراً الانسحاب من سوريا شكوكاً حول جدية نوايا ترامب وأظهرت أن مواجهة النفوذ الإيراني لم تكن حقاً أولوية للرئيس.
وأشارت إلى أن النفوذ الأمريكي في سوريا محدود، لكنه يشمل القوة الجوية، والوجود في المنطقة الشمالية الشرقية للبلاد، والسيطرة على حقول النفط في تلك المناطق، كما يشمل النفوذ الأمريكي أيضاً احتمال تخفيف العقوبات، وهو ما تحتاجه كل من إيران وسوريا بشدة.
وقالت إنه لعكس اتجاه التوسع الإيراني سيحتاج فريق السياسة الخارجية لبايدن إلى العمل مع شركاء في المنطقة وفي أوروبا وإدراك أن إيران ستحتفظ بالتأكيد بدرجة من النفوذ في سوريا.
ورأت المجلة أن من الخيارات المطروحة هو منح “قوات سوريا الديمقراطية” المزيد من الأدوار عبر السماح لها بالعمل مباشرة مع روسيا من أجل التفاوض على إخراج الميليشيات المرتبطة بإيران من المناطق التي تعمل الولايات المتحدة وغيرها على تحقيق الاستقرار فيها.
ويمكن أن تحاول الولايات المتحدة كذلك إشراك دول الخليج في جهود مكافحة النفوذ الإيراني بسوريا مقابل التسامح مع قنواتها الخلفية مع النظام.
ودعت إدارة بايدن للاستفادة من الفجوة المتزايدة بين روسيا وإيران عبر التواصل أكثر مع موسكو ودفعها للمساعدة بإخراج إيران من شرق سوريا، وقالت إنه يمكن لإدارة بايدن أن تعرض التنازل لموسكو عن مناطق ليست مهمة للولايات المتحدة ولكن تعتبرها روسيا حاسمة لأهدافها المتمثلة في إعادة سيطرة النظام على كل سوريا، مثل القاعدة الأمريكية في التنف.
ورأت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تواصل العمل عن كثب مع إسرائيل لضمان أن تتمتع إسرائيل بحرية القضاء على التهديدات بالقرب من حدودها مع سوريا، كما قد تكون الولايات المتحدة قادرة على استخدام المحادثات التي أجرتها بشكل منفصل مع إسرائيل وروسيا كنقطة انطلاق لمفاوضات ثلاثية، حيث يمكن لواشنطن وتل أبيب تحميل روسيا مسؤولية أي وعود تقطعها حول حركات الأسلحة الإيرانية والتهديدات المحتملة لإسرائيل.
سوريا – راديو الكل