تحقيق صحفي: مجرمو حرب من نظام الأسد يختبئون بصفة لاجئ في هولندا
تحقيق صحفي يفضح عشرات مجرمي الحرب بنظام الأسد متخفين بصفة لاجئ في هولندا
كشف تحقيق صحفي هولندي، أن العشرات ممن ارتكبوا جرائم حرب في سوريا إلى جانب نظام الأسد، يعيشون متخفين في هولندا حيث وصلوا إليها قبل سنوات بصفة لاجئين، ليكون هذا التحقيق واحداً من تحركات عدة شهدتها أوروبا بالأشهر الأخيرة ضد مجرمي النظام من اللاجئين.
وقالت صحيفة “إن آر سي هاندلسبلاد” الهولندية في تحقيق لها: “تمكن العشرات من مجرمي الحرب في نظام الأسد من الفرارِ من سوريا في ذروة الحرب فيها والوصول إلى هولندا من أجل الحصول على لجوء فيها”.
وأشار التحقيق إلى ثلاثة أشخاص كانوا من المقربين من النظام، ومنحتهم دائرة الهجرة الهولندية حق اللجوء، رغم أن سوريين وجهوا لهم اتهاماتٍ بالتورطِ في جرائمِ حرب أفضت إلى عمليات قتل وتعذيب واغتصاب وترويع للمعارضين للنظام إضافة إلى تهجير للمدنيين.
وذكر التحقيق إحدى هذه الحالات وهي لسوري يدعى، بشار، وصل إلى هولندا في 2015 مع عائلته، حيث ادعى أنه تعرض للتعذيب على يد أجهزة الأمن التابعة للنظام.
وأوضح أن أفراد الجالية السورية تمكنوا بعد وقت قصير من وصول (بشار) إلى هولندا من التعرف عليه، وقالوا إنه كان يعمل في وحدة الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام، والمتخصصة في تعذيب السجناء وكشفوا صوراً له مرتدياً الزي العسكري لجيش نظام الأسد.
والتحقيق الهولندي يضاف إلى تحركات حقوقية شهدتها أوروبا في الأشهر الأخيرة ضد لاجئين سوريين وصلوا إلى أوروبا بعد أن مارسوا جرائم حرب ضد المدنيين في سوريا بجانب نظام الأسد، مع ملايين السوريين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا بالسنوات الماضية.
وتضم أوروبا الكثير من هؤلاء إلا أنهم متخفون أو أنهم يتنكرون بصفات جديدة حيث يمارسون حياتهم بشكل طبيعي مثلهم مثل اللاجئ العادي، إلا أن البعض منهم تم التعرف عليه من قبل شهود على بعض الجرائم.
وكانت شركة المحاماة الدولية “غيرنيكا 37 تشيمبرز”، ومقرها لندن، كشفت في وقت سابق من هذا العام أنها تساعد الحكومة الهولندية في جمع الأدلة وشهادات ضحايا سوريين لمحاسبة المتورطين في جرائم حرب.
كما تتهم السلطات الهولندية نظام الأسد بارتكاب “جرائم مروعة” بينها “اللجوء إلى التعذيب والأسلحة الكيميائية وقصف المستشفيات”، حيث أعلنت نيتها محاسبة مسؤولين سوريين مستندة في توجهها هذا إلى اتفاقية الأمم المتحدة المناهضة للتعذيب.
وألمانيا التي تضم مئات آلاف اللاجئين السوريين من الدول الأوائل التي تعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم في نظام الأسد، ففي حزيران الماضي أعلن الادعاء العام الألماني توقيف طبيب سوري يقيم في ألمانيا، وذلك للاشتباه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية وتعذيب سجناء في مشفى عسكري تابع لنظام الأسد بمدينة حمص، خلال السنوات الأولى للثورة السورية.
وفي نيسان الماضي، شرع القضاء الألماني بمحاكمة الضابط السابق في مخابرات النظام أنور رسلان، واتهمه بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصاً، وتعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف آخرين، أثناء عمله في فرع الخطيب بدمشق.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت في 18 من حزيران الماضي، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.