الجيش الإسرائيلي يؤكد عزمه التصدي للتموضع الإيراني في سوريا
يسود تخوف من أن تحول طهران الجنوب السوري إلى ميدان مشتعل انتقاماً لمقتل عالمها النووي
أكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، آفيف كوخافي، عزم تل أبيب مواصلة محاربة تموضع إيران في سوريا، وذلك وسط مخاوف من أن تحاول طهران إشعال الجنوب السوري انتقاماً لمقتل عالمها النووي محسن فخري زاده قبل أيام.
وقال كوخافي، خلال زيارة إلى الجولان السوري المحتل، أمس الأحد، 29 من تشرين الثاني، “رسالتنا واضحة، إننا مستمرون في العمل بالقوة المطلوبة ضد التموضع الإيراني في سوريا كما أننا مستمرون في الجاهزية الكاملة ضد كل محاولة عدوانية تستهدفنا”.
وأضاف أن زيارته تأتي للاطلاع عن كثب على آخر مستجدات الوضع الميداني عند الحدود، لاسيما فيما يتعلق بـ “التموضع الإيراني”.
وذكّر كوخافي بإعلان الجيش الإسرائيلي قبل عشرة أيام عن اكتشاف حقل للعبوات الناسفة في الجولان وتنفيذه غارات على أهداف إيرانية في سوريا رداً على ذلك.
وجاءت زيارة كوخافي وسط حالة توتر إقليمي تشهده المنطقة عقب اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده قرب طهران واتهام السلطات الإيرانية إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.
ويسود تخوف من أن تحول طهران الجنوب السوري إلى ميدان مشتعل انتقاماً لمقتل فخري زاده، ولاسيما أن مليشيا إيران بالمنطقة حاولت مراراً الانتقام لمقتل كوادرها عبر تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الجنوب السوري.
ويعيش الجنوب السوري بالقرب من المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل حالة من التوتر منذ أشهر جراء محاولة مليشيا حزب الله المدعومة من إيران تنفيذ عمليات ضد تل أبيب انتقاماً لمقتل أحد كوادر تلك المليشيا في تموز الماضي.
وتنتشر مليشيات إيرانية وأفغانية أبرزها فاطميون وزينبيون والباقر والحرس الثوري في مناطق خاضعة لسيطرة النظام بعد أن قاتلت إلى جانب قواته ضد المناطق السورية الثائرة.
وعادة ما تشن طائرات إسرائيلية بين الحين والآخر غارات ضد مواقع مليشيات إيران في مناطق النظام، بهدف دفعها إلى الانسحاب من سوريا.
وفي 11 من آب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن الجيش الإسرائيلي “يعمل بشكل حثيث وبطرق سرية وعلنية على منع إيران من إقامة فرع لحزب الله اللبناني في الجنوب السوري، قرب الحدود مع إسرائيل”.
كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،في 26 من تموز الماضي، أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع على حدودها الشمالية.
وفي 25 من تشرين الثاني الحالي، حذرت إسرائيل، الفيلق الأول التابع لقوات النظام من مغبة دعم المليشيات الإيرانية، مؤكدة أن مليشيا حزب الله باتت تسود المنطقة الجنوبية بفضل الغطاء الذي يوفره لها ذلك الفيلق.
وتدعم إيران قوات النظام منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وساهمت مليشيات إيرانية أو مدعومة من قبلها بالقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، وبقمع المناطق الثائرة ضد حكمه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد في 30 من حزيران، بالإطاحة برأس النظام بشار الأسد في حال السماح لإيران بالتواجد عسكرياً في سوريا.