رغم فضيحة الشهر الماضي.. وكالة روسية تزعم مجدداً تحضير “تحرير الشام” لهجمات كيميائية
عاودت وسائل إعلام روسية تلفيق مزاعم عن تحضير فصائل معارضة لهجمات كيميائية في إدلب، وذلك رغم الفضيحة التي لحقت بالقوات الروسية مؤخراً جراء ادعائها أن عناصر من الدفاع المدني في خان شيخون يحضرون لتنفيذ هجوم كيميائي، رغم أن المنطقة تخضع لسيطرة النظام منذ نحو عام.
وزعمت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أمس السبت، 28 من تشرين الثاني، أن عناصر مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام أقدمت على نقل أربع اسطوانات تحوي غاز الكلور من بلدة سرمدا الحدودية بريف إدلب الشمالي، إلى موقعين منفصلين بريفها الجنوبي.
وادعت الوكالة، أن الأسطوانات الأربع تم نقلها ضمن شحنة كبيرة من الأدوية وصلت مؤخراً إلى المنطقة.
ونقلت الوكالة، عن مصادر (لم تسمها)، أن عملية النقل تمت فجر يوم الأربعاء الماضي بواسطة ثلاث سيارات تابعة للدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، تحت حراسة مجموعة من “هيئة تحرير الشام”.
وتابعت مزاعمها بالقول إن “سيارتين من السيارات الثلاث دخلتا إلى مدينة “أريحا” بريف إدلب الجنوبي، حيث تم تسليم 3 أسطوانات من الأسطوانات الأربع مع شحنة الأدوية إلى مسلحين أجانب داخل المدينة لم تعرف جنسياتهم، فيما تم نقل الأسطوانة الرابعة بسيارة مغلقة تابعة لـ “الخوذ البيضاء” باتجاه منطقة جبل الزاوية إلى الجنوب من مدينة “أريحا”، ولم يعرف وجهتها بالتحديد”.
واعتادت قاعدة حميميم الروسية على ترديد مزاعم مشابهة خلال الأشهر الماضية إلا أنها منيت بفضيحة، في 14 من تشرين الأول الماضي، جراء ادعائها أن عناصر من الدفاع المدني في خان شيخون يحضرون لتنفيذ هجوم كيميائي، رغم أن المنطقة تخضع لسيطرة النظام منذ نحو عام.
وسبق أن وجهت موسكو اتهامات مماثلة للدفاع المدني السوري وفصائل المعارضة، دون أن تقدم أي أدلة تؤكد مزاعمها.
وزعمت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، في 20 و11 من أيلول الماضي وفي 9 من تموز الماضي، أن “تحرير الشام” و”الدفاع المدني” يحضران لهجمات كيميائية في جبل الزاوية لاتهام النظام بارتكابها.
كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية “هيئة تحرير الشام” والدفاع المدني، بالتخطيط لهجمات مشابهة في تشرين الأول وآذار 2019 وآب 2018.
وتحاول روسيا تبرئة نظام الأسد من جرائمه الكيميائية عبر التشكيك بمصداقية تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إزاء سوريا وتوجيه اتهامات للخوذ البيضاء.
وفي 5 من تشرين الأول الحالي، رفضت الولايات المتحدة ودول أوروبية، استخدام روسيا جلسة بمجلس الأمن في الدفاع عن نظام بشار الأسد ومحاولة تبرئته من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا.
كما رفضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 11 من أيلول الماضي، إغلاق ملف نظام الأسد الخاص بالعثور على مواد كيميائية يمتلكها داخل سوريا، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، لمناقشة تنفيذ القرار 2118 الخاص ببرنامج نظام الأسد للأسلحة الكيميائية.
واتّهم السفير الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة، كريستوف هويسجن، حينها روسيا بـ “التستّر على جرائم الأسد ضدَّ المدنيين السوريين”.
ويسود تخوف لدى أهالي الشمال المحرر من شن روسيا ونظام الأسد هجمات كيميائية ضدهم والتنصل منها عبر اتهام “تحرير الشام” أو فصائل المعارضة.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حمَّلت قوات النظام في 8 من نيسان للمرة الأولى، مسؤولية اعتداءات بالأسلحة الكيميائية استهدفت بلدة اللطامنة في محافظة حماة في العام 2017، وذلك بعد أن تم إسناد مهمة تحديد الجهة التي نفذت الهجمات للمنظمة.