إيران تنفي مقتل عناصر من ميليشيا الحرس الثوري بالغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا
تقارير إعلامية تحدثت عن تحرك إيراني من أجل تهدئة الأوضاع خشية إثارة غضب إدارة ترامب
زعمت وزارة الخارجية الإيرانية أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا لم تسفر عن سقوط قتلى من مليشيا “فيلق القدس”، وسط تقارير إعلامية تحدثت عن تحركات دبلوماسية لقائد المليشيا، إسماعيل قاآني، من أجل تهدئة الأوضاع خشية إثارة غضب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الأحد: “لا نؤكد مقتل مقاتلين من فيلق القدس في الغارة الإسرائيلية على سوريا”، زاعماً أن حضور إيران في سوريا “استشاري” فقط.
وأضاف أن “إسرائيل تدرك أن زمن اضرب واضرب قد ولى، لذا فهي تتحرك بحذر، ولا علاج لطبيعتها العدوانية سوى عن طريق المقاومة في كافة الجبهات”، حسب قوله.
وأمس السبت، أفادت قناة BBC البريطانية، بأن قاآني زار سراً سوريا ولبنان والعراق، والتقى خلالها برأس النظام بشار الأسد، ومتزعم مليشيات حزب الله حسن نصر الله، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، دون أن تشير إلى طبيعة الملفات التي بحثها خلال تلك الزيارات.
في حين ذكرت محطة ABC news الأمريكية يوم الجمعة الماضي، أن قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآاني، عقد اجتماعاً سرّياً مع قادة ميليشيات عراقية موالية لإيران في بغداد وحذّرهم خلاله من توجيه أي ضربة للقوات الأمريكية تجنباً لإثارة غضب إدارة ترامب التي قد تتخذ ذلك “ذريعة” لضرب مصالح طهران في المنطقة.
والأربعاء الماضي، شنت طائرات حربية إسرائيلية، 8 غاراتٍ على أهداف لنظام الأسد وميليشيا “فيلق القدس” الإيراني جنوبي سوريا، بعد ساعاتٍ من اكتشاف إسرائيل حقل عبوات ناسفة قرب حدودها مع سوريا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صراحة مسؤولية تل أبيب عن تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع النظام وإيران في سوريا، مؤكداً أن تل أبيب “لن تسمح بتموضع عسكري إيراني في سوريا، ولن تسمح بأي محاولة للاعتداء على إسرائيل من الأراضي السورية”.
في حين أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن “إسرائيل شنت هجمات جوية نوعية وناجحة ضد أهداف تابعة لنظام الأسد وفيلق القدس داخل سوريا من منطقة الجولان وحتى دمشق”.
وبحسب أدرعي، طالت الغارات 8 أهداف من بينها “معسكر بقيادة إيرانية يستخدم كمقر قيادة رئيس للقوات الإيرانية بالقرب من مطار دمشق الدولي، وموقع سري يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرقي دمشق ويستخدم لمكوث مسؤولين في فيلق القدس”.
من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام، إن ثلاثة عسكريين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي كما جرح آخر إضافة إلى وقوع أضرار مادية.
ويشن الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر غارات ضد مواقع مليشيا إيران في مناطق سيطرة النظام، غير أن تل أبيب نادراً ما تعلن مسؤوليتها عن تلك الغارات.
وفي 21 من تشرين الأول الماضي، أنذر الجيش الإسرائيلي، عبر منشورات ورقية ألقتها طائرات إسرائيلية، عدداً من قيادات قوات النظام من مغبة التعامل مع ميليشيا حزب الله وإيران وتسهيل عمليات دخول وخروج تلك الميليشيات إلى المنطقة الحدودية.
وخصت المنشورات بالاسم، اللواء علي أسعد قائد الفيلق الأول، واللواء أكرم حويجة قائد الفرقة السابعة، واللواء مفيد حسن قائد الفرقة الخامسة، والعميد حسن حموش قائد اللواء 90، والعميد باسل أبو عيد قائد اللواء 112.
وتزامن الإنذار حينها مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن تل أبيب لن تسمح لإيران أو لميليشيا حزب الله بالتمركز في مرتفعات الجولان، وذلك عقب استهداف مواقع لقوات النظام وميليشيا حزب الله في درعا والقنيطرة.
وكان مركز ألما للبحوث والتعليم الإسرائيلي حذر مؤخراً من أن وجود ميليشيا حزب الله اللبناني في جنوب سوريا أكبر بكثير مما تم الكشف عنه سابقاً، مؤكداً أن تلك المليشيات تنتشر في 58 موقعاً جنوب سوريا.