من بوابة إزالة الألغام.. نظام الأسد يستجدي الدعم الأممي مجدداً
النظام طالب أن يكون "الدعم غير مقترن بشروط سياسية"
استجدى نظام الأسد مجدداً الدعم الأممي لمعالجة الأزمات التي خلفتها عمليات قواته ضد المدن الثائرة خلال السنوات العشر الماضية، وذلك في نهج جديد باتت تتبعه حكومة النظام وحلفاؤها، يقوم على الضغط على مؤسسات أممية للحصول على أموال ودعم.
وزعم مندوب النظام الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة جنيف، حسام الدين آلا، في بيان أمس الجمعة، 20 من تشرين الثاني، أن “نجاح جهود تطهير الأراضي السورية من الألغام ومساعدة ضحاياها تستوجب توفير دعم دولي جدي بالتنسيق مع حكومة النظام وتوفير الموارد المالية والتقنية بحسن نية”. على حد قوله.
وطالب آلا، خلال الاجتماع الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، أن يكون “الدعم غير مقترن بشروط سياسية إضافة إلى رفع الإجراءات القسرية الأحادية”، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد النظام.
وادعى أن “العقبات التي تعيق جهود حكومة النظام في تنفيذ خطة العمل حول إزالة الألغام يأتي في مقدمتها الإجراءات القسرية الأحادية”، زاعماً أنها “تعيق جهود تأمين الموارد المالية والتقنية المطلوبة وتعرقل التعاون مع الأمم المتحدة في الانتقال إلى المباشرة بالعمل الميداني”.
وقبل أيام، طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من منظمة اليونسكو، تقديم الدعم لنظام الأسد من أجل ترميم مواقع التراث العالمي في سوريا.
وزعم الوزير الروسي في مقالة كتبها بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس منظمة اليونسكو، أن روسيا على استعداد لتسهيل هذه العملية، وفق ما نقل موقع روسيا اليوم.
كما سبق أن استجدى النظام الأمم المتحدة لدعم القطاع الطبي المتهالك في مناطق سيطرته في ظل تفشي وباء كورونا وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية لتقديم الدعم له.
وسبق أن اتهمت منظمات ومراكز أبحاث أمريكية من بينها “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأميركية، منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا بتوزيع الدعم الأممي على نظام الأسد لدعم مجهوده الحربي.
كما أكدت مجموعة “سيريا كومبين” المعنية بالشأن الإنساني في وقت سابق، أن نظام الأسد تمكن من توجيه نحو 88 بالمئة من المساعدات الأممية التي وصلت إلى مناطقه ووزعها بشكل غير عادل لصالح المناطق الموالية له مستغلاً غياب رقابة أممية كافية.
وخلال السنوات العشر الماضية، زرعت قوات النظام آلاف الألغام بمحيط مناطق سيطرتها التي شهدت تبدلات عدة.
كما عملت الطائرات الحربية الروسية على إلقاء ألغام وقنابل عنقودية داخل مواقع سيطرة فصائل المعارضة السورية ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
ووقّعت الأمم المتحدة في تموز 2018 مذكرة تفاهم مع حكومة النظام لدعم جهود نزع الألغام.
جدير بالذكر أن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، حذر في تموز 2019، من تعرض حياة أكثر من 10 ملايين سوري للتهديد، بسبب تواجدهم في مناطق “ملوثة بالألغام”.