لقاح فايزر وبيونتك.. الفعالية والتأثيرات الجانبية وتوزيع اللقاح
بعد الإعلان عن لقاح شركتي “فايزر” و”بيونتيك” والذي أثبت فعاليته ضد فيروس كورونا تثار العديد من التساؤلات حول هذا اللقاح وكيفية توزيعه وما إذا كان له أي آثار جانبية، وفيما إذا كان نجاح هذا اللقاح يشكل بداية للقضاء على وباء كورونا المنتشر في جميع أنحاء العالم.
في حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، يوضح عدة تفاصيل متعلقة بهذا اللقاح.
لقاح فايزر وبيونتك
بحسب د. خير الله فإن اللقاح الذي أعلن عنه مؤخراً من قبل شركة فايزر وبيونتيك من نوع الحمض النووي المرسال ويسمى messenger، وهو عبارة عن حقن للحمض النووي داخل الجسم، حيث يدخل للخلايا ويقوم بتصنيع البروتين الشوكي، الذي يرتبط مع المستقبلات على سطح الخلايا عند دخول الفيروس، الأمر الذي يؤدي لتشكل الأضداد تجاه هذا البروتين، وتتولد مناعة ضد الفيروس، بحيث تكون هذه الأضداد جاهزة في حال دخول الفيروس لمحاربته، مضيفا أن هذه التقنية جديدة لم تعتمد سابقاً من أي اللقاحات المتواجدة حالياً.
فعالية اللقاح
وعن فعالية اللقاح بنسبة عالية، وضح الدكتور أن دراسة فعالية اللقاح أجريت على حوالي 43 ألف مصاب، وأظهرت فعالية اللقاح بنسبة 90% وهذه النسبة أعلى من النسبة الموضوعة من قبل FDA لفعالية تتجاوز على الأقل 50% ليتم النظر بشأن اللقاح، إلا أن الدراسات النهائية لم تنشر بعد.
التأثيرات الجانبية للقاح
وأضاف الدكتور خير الله أنه بخلاف لشركة Astra Zenecaو Johnson and Johnsonفإن هذا اللقاح لم يسجل أي تأثيرات جانبية شديدة باستثناء بعض الآثار الخفيفية التي تتمثل بالألم في مكان الحقن وبعض التعب والحرارة الخفيفة، ولكن حسب قوانين FDA يجب مراقبة المتطوعين لمدة شهرين بعد تلقي الجرعة الثانية للقاح إذ يعطى على جرعتي،. قبل استكمال التقرير النهائي للتأثيرات الجانبية وبالتالي سنعرف عن ذلك أكثر في نهاية هذا الشهر.
نجاح اللقاح والقضاء على الوباء
يعتبر د. خير الله أن إثبات فعالية اللقاح خبر يدعو للتفاؤل لكن حتى يتم القضاء على الوباء يجب فهم بعض النقاط وأولها أنه لا يكفي أن تكون هناك فعالية لتخفيف عدد الحالات المرضية والعرضية فقط لكن يجب أن يكون هناك فعالية في التخفيف من انتقال الفيروس من شخص إلى آخر وممكن أن يصيب الفيروس الشخص الملقح لكن لا يستطيع أن يصيبه بالمرض لكن يبقى في أنفه وينتقل إلى شخص آخر وبالتالي لا نستفيد شيء من ناحية انتقال الفيروس من شخص لآخر.
النقطة الثانية هي أن اللقاح يجب أن يكون فعال ليس فقط في الحالات الخفيفة وإنما أيضاً في تخفيف عدد وشدة الحالات الشديدة خصوصاً عند المتقدمين في العمر وذوي الأمراض المزمنة وهذا له تأثير كامل وأكبر في ارتفاع نسبة الوفيات في هذا الوباء حتى الآن، وبالتالي يجب معرفة هل هذا اللقاح يفيد في تخفيف الحالات الشديدة وليس فقط الخفيفة.
والنقطة الثالثة وهي أن اللقاح يجب أن يكون مناسباً لكل الفئات العمرية بما فيها الأطفال والحوامل والمتقدمون في العمر وذوي الأمراض المزمنة وغيرهم والعالم بانتظار النتائج النهائية للدراسات قبل البت بشكل نهائي بإمكانية أن اللقاح سيحدث تأثيراً كبيراً بشكل الوباء وانتشاره.
توزيع اللقاح حول العالم
يوضج د. خير الله أن هناك صعوبات على مستويات مختلفة في توزيع اللقاح وأول صعوبة أنه يجب تأمين كميات كافية ليتم توزيع اللقاح حول العالم الأمر الذي يتطلب وقتاً، ويُعتقد أنه يمكن تأمين مليار جرعة في نهاية 2021 من قبل هذه الشركة، وهذه الكمية تكفي لـ 500 مليون شخص وهو رقم متواضع نسبة لعدد سكان العالم، فاللقاح يؤخذ على جرعتين بفارق 3 أسابيع، فالمليار جرعة تكفي لـ 500 مليون فقط، والحاجة حالياً لنجاح لقاحات فعالة أخرى من شركات أخرى حتى يتم تأمين الحاجة على مستوى العالم.
الصعوبة الثانية أن اللقاح يحتاج درجة حرارة ناقص 70 درجة مئوية تحت الصفر ليتم الحفاظ على فعاليته الأمر الذي قد يكون صعباً في التوزيع والتخزين في بعض الأماكن، والصعوبة الثالثة أنه يجب إعطاء اللقاح إلى حوالي 75 لـ 80 بالمئة في المجتمع وذلك للحصول على ما يسمى بمناعة القطيع الأمر الذي يتطلب حملة إعلامية كبيرة لإقناع هذه النسبة من الناس بأخذ اللقاح خصوصاً مع انتشار الحملة المروجة المضادة للقاح بأنّ هذه اللقاحات هي عبارة عن جينات تزرع في أجسامنا ليتم السيطرة علينا وربطها بشركة 5G وبالتالي نحتاج لحملة إعلامية كبيرة من أجل الترويج لإعطاء هذا اللقاح للناس.
المناعة المكتسبة من اللقاح
مدة المناعة المكتسبة من اللقاح أمر قيد الدراسة بحسب د. خير الله الذي قال “لا نعرف مدة بقاء المناعة في الجسم يعتقد أنها ستكون على الأقل سنة إلى سنتين وهذا الشيء يتبين مع الوقت بعد إعطاء اللقاح وكذلك موضوع تغير الفيروس إلى الآن لا يوجد تغييرات كبيرة لكن هناك احتمالية موجودة وممكن أن يغير الفيروس من نفسه وبالتالي يجب أن يتغير اللقاح عندها” منوهاً إلى إمكانية أن يكون اللقاح كلقاح الانفلونزا بحيث يصبح دوري ويحتاج أن يعطى كل سنة بشكل متواتر.