الجيش الإسرائيلي: الغارات في سوريا طالت أهدافاً نوعية
أكد الجيش الإسرائيلي أن الضربة التي نفذتها طائراته الحربية على مواقع تابعة لمليشيا فيلق القدس الإيراني وقوات النظام في سوريا فجر اليوم شملت أهدافاً نوعية، محذراً نظام الأسد من دفع الثمن إذا ما سمح بتموضع عسكري إيراني على أراضيه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، لقناة “الحرة” الأمريكية، اليوم الأربعاء، 18 تشرين الثاني، إن فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، أقام بنية تحتية “تخريبية” أنشئت للاعتداء على إسرائيل.
وأكد أن هذه المحاولات الإيرانية لم تنجح، ولاسيما أن إسرائيل سبق لها إحباط مثل هذا النوع من العمليات، كان آخرها قبل 3 أشهر عندما استهدفت خلية تعمل بتوجيه إيراني.
وأوضح أن الأهداف المستهدفة من الجيش الإسرائيلي في العملية الأخيرة، شملت مواقعاً لفيلق القدس، وأخرى تابعة لنظام الأسد.
وأضاف: “هذه ليست الضربة الأولى ضد مواقع إيرانية في سوريا، نحن مصممون على مواصلة العمل للحد من التموضع الإيراني على الحدود”.
وحذر أدرعي نظام الأسد “من دفع الثمن إذا ما سمح بتموضع عسكري إيراني على أراضيه”، مشدداً على أن إسرائيل لن تسمح للنظام أن يغض النظر عن التموضع العسكري الإيراني في مناطق سيطرة قواته وتحديدا قرب المنطقة الحدودية.
واعتبر أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا لا يشكل خطراً على إسرائيل فحسب، بل يهدد استقرار المنطقة برمتها، مشيراً إلى أن إيران تتاجر بالسوريين في جنوب البلاد، مستغلة فقر وسوء الأحوال المعيشية لهؤلاء، لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، غاراتٍ على 8 أهداف لنظام الأسد وميليشيات فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا، بعد ساعاتٍ من اكتشاف إسرائيل حقل عبوات ناسفة قرب حدودها مع سوريا، في حين أقر نظام الأسد بمقتل 3 عسكريين وإصابة رابع جراء تلك الغارات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات على تويتر اليوم إن “إسرائيل شنت هجمات جوية نوعية وناجحة ضد أهداف تابعة لنظام الأسد وفيلق القدس داخل سوريا من منطقة الجولان وحتى دمشق”.
وبحسب أدرعي، “أرادت إسرائيل إيصال رسالتين للنظام من هذه الغارات”، الرسالة الأولى أنها “لن تسمح بمواصلة التموضع الإيراني في سوريا عامة وعلى حدودنا على وجه الخصوص”، والثانية أن إسرائيل “لن تسمح لنظام الأسد أن يغض الطرف عن هذا التموضع”.
ولفت المتحدث الإسرائيلي، إلى أن الغارات جاءت ردًا على زرع حقل العبوات الناسفة بالقرب من السياج الحدودي مع سوريا وداخل الأراضي الإسرائيلية، من قبل خلية تتبع نظام الأسد وعملت بتوجيه إيراني.
وعن المواقع المستهدفة، قال أدرعي إنها كانت 8 أهداف من بينها “معسكر بقيادة إيرانية يستخدم كمقر قيادة رئيس للقوات الإيرانية بالقرب من مطار دمشق الدولي، وموقع سري يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرقي دمشق ويستخدم لمكوث مسؤولين في فيلق القدس”.
كما تم استهداف “مقر قيادة الفرقة السابعة في منطقة جنوب هضبة الجولان والتي يوجه من داخلها عناصر من ميليشيات فيلق القدس، وبطاريات صواريخ أرض – جو متقدمة بعد أن أطلقت النار على الطائرات الإسرائيلية”، بحسب المتحدث الإسرائيلي.
من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام، إن ثلاثة عسكريين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي فجراً كما جرح آخر إضافة إلى وقوع أضرار مادية.
كما أشارت وسائل إعلام النظام إلى أن الدفاعات الجوية تصدت لما أسمته “عدواناً جوياً إسرائيلياً” من اتجاه الجولان على المنطقة الجنوبية، دون أن تحدد طبيعة الأماكن المستهدفة.
ويوم أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي، العثور على حقل للعبوات الناسفة، بالقرب من الحدود مع سوريا، حيث حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، النظام مسؤولية ذلك.
وقال غانتس أمس، “النظام مسؤول عما يحدث انطلاقاً من أراضيه، وإسرائيل لا يمكنها تجاهل ذلك”، مضيفاً “نحن مستعدون منذ وقت طويل لاحتمال وقوع هجمات على جبهة الشمال ولدينا القدرة والعزم على الرد بشدة على أي هجوم سواء على الساحة السورية أو اللبنانية”.
وفي 21 من تشرين الأول الماضي، أنذر الجيش الإسرائيلي، عبر منشورات ورقية ألقتها طائرات إسرائيلية، عدداً من قيادات قوات النظام من مغبة التعامل مع ميليشيا حزب الله وإيران وتسهيل عمليات دخول وخروج تلك الميليشيات إلى المنطقة الحدودية.
وخصت المنشورات بالاسم، اللواء علي أسعد قائد الفيلق الأول، واللواء أكرم حويجة قائد الفرقة السابعة، واللواء مفيد حسن قائد الفرقة الخامسة، والعميد حسن حموش قائد اللواء 90، والعميد باسل أبو عيد قائد اللواء 112.
وتزامن الإنذار حينها مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن تل أبيب لن تسمح لإيران أو لميليشيا حزب الله بالتمركز في مرتفعات الجولان، وذلك عقب استهداف مواقع لقوات النظام وميليشيا حزب الله في درعا والقنيطرة.
وكان مركز ألما للبحوث والتعليم الإسرائيلي حذر مؤخراً من أن وجود ميليشيا حزب الله اللبناني في جنوب سوريا أكبر بكثير مما تم الكشف عنه سابقا، مؤكداً أن تلك المليشيات تنتشر في 58 موقعا جنوب سوريا.