عقب تحذير أممي.. الوحدات الكردية تطلق سراح مئات المحتجزين من مخيم الهول
"الإدارة الذاتية" اعتمدت هذه المرة آلية جديدة لإخراج المحتجزين
أطلقت الوحدات الكردية سراح، مئات الأشخاص المحتجزين داخل مخيم الهول شرق الحسكة وذلك عقب تحذيرات أممية بشأن سلامة المحتجزين داخله في ظل تفشي وباء كورونا.
وذكرت وكالة الأناضول أمس الإثنين، 16 من تشرين الثاني، أن نحو 600 شخص يشكلون 212 عائلة خرجوا من المخيم الذي يضم مدنيين وعوائل عناصر سابقين بتنظيم “داعش”.
وأضافت أن من تم إجلاؤهم من المخيم هم من سكان مدن وبلدات محافظة دير الزور، حيث عادوا إلى بلداتهم وقراهم.
وفي وقت سابق أمس، أفاد مراسل راديو الكل شرق نهر الفرات بخروج عشرات العوائل السورية من مخيم الهول شرق الحسكة.
وأوضح أن ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” اعتمدت هذه المرة آلية جديدة لإخراج المحتجزين تعتمد على تقديم الراغبين بالخروج الأوراق الثبوتية الشخصية بشكل طوعي، عوضاً عن نظام كفالات العشائر والقبائل الذي كان يُعتمد سابقاً لإطلاق سراح المحتجزين في المخيم.
وأضاف أن الوحدات الكردية ترفض إخراج العوائل السورية المحتجزة إلى مناطق سيطرة النظام أو الجيش الحر بذريعة عدم وجود آلية تضمن وصولهم بسلامة وعدم التعرض لهم.
وفي 16 من تشرين الأول الماضي، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء محنة أكثر من 64 ألف شخص يعيشون في ظروف إنسانية صعبة بمخيم الهول مؤكدة تسجيل 4 إصابات بكورونا في المخيم.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي بنيويورك آنذاك إن “حوالي 34 ألف طفل تحت سن 12 موجودون الآن بالمخيم، وأكثر من 120 منهم غير مصحوبين، أو منفصلين عن عائلاتهم، ويعيشون في مركز رعاية مؤقتة بالمخيم”.
وسبق أن سمحت إدارة المخيم في 28 من تشرين الأول الماضي بخروج 35 عائلة (نحو 117 شخصاً) من المخيم، جميعهم من مدينة الرقة وريفها.
كما سمحت في 12 من تشرين الأول، بخروج 289 شخصاً (73 عائلة)، جلهم من مناطق دير الزور وريفها.
وكانت الوحدات الكردية، أعلنت في 5 من تشرين الأول الماضي، عزمها إطلاق سراح المحتجزين السوريين داخل مخيم الهول الذي يؤوي نازحين وأسر عناصر متهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مخيم الهول يؤوي نحو 65 ألفاً من بينهم نحو 28 ألف سوري و30 ألف عراقي ونحو عشرة آلاف أجنبي آخرين من جنسيات كثيرة.
وتفرض قوات سوريا الديمقراطية، حصاراً على النازحين في مخيم الهول الذي يعاني ظروفاً صحية وخدمية سيئة للغاية، كما تمنع أهله من الخروج لتلقي العلاج أو قضاء الحاجات الأخرى.
وسجل مخيم الهول عدداً من الإصابات بفيروس كورونا وسط مخاوف من تفشي الوباء داخل المخيم المكتظ.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أفادت في آب الماضي بوفاة ثمانية أطفال في مخيم الهول حيث قالت إن أطفالاً من 60 دولة يعانون، وإن حالات الإصابة بكوفيد-19 بين العاملين في المخيم أدت إلى تفاقم الأوضاع.
وفي 6 من تموز، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إعادة نساء وأطفال مقاتلي تنظيم “داعش” من مخيمات في سوريا والعراق إلى بلدانهم، محذراً من أن مخاطر فيروس “كورونا” تزيد من تدهور الأوضاع في هذه المخيمات.
وبحسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 90 ألف سوري وعراقي ورعايا دول ثالثة لديهم روابط أسرية مزعومة مع داعش في مخيمات النزوح المكتظة، ولا يزال نحو 85 ألف طفل من أكثر من 60 دولة محتجزين في مخيمات تسيطر عليها الوحدات الكردية، 8 آلاف منهم من رعايا دول ثالثة.