بعد استبعادها من مؤتمر دمشق.. روسيا تقصد تركيا لمناقشة ملف اللاجئين والنازحين
قصدت موسكو، أنقرة لمناقشة ملف اللاجئين والنازحين السوريين، بعد الختام الوضيع لمؤتمرها الأخير بالعاصمة دمشق، فتركيا لم تدع للمؤتمر رغم أنها الدولة الأكثر معنية بقضية اللاجئين والنازحين السوريين، حيث تحتضن أكثر من 3 مليون لاجئ وتنتشر قواتها في شمال غربي سوريا التي تضم أكثر من مليون نازح.
وبحسب وكالة الأناضول، احتضنت أنقرة، اليوم الجمعة، محادثات تركية -روسية رفيعة المستوى تناولت مستجدات الملف السوري، حيث ترأس الجانب التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، والجانب الروسي ألكسندر لافرينتييف، المبعوث الخاص إلى سوريا.
وتناولت المحادثات وفقاً للوكالة، “ملف اللاجئين السوريين، وأوضاع النازحين داخل البلاد، فضلا عن أنشطة تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي”.
كما تناولت المحادثات الثنائية، المستجدات المتعلقة بالعملية السياسية، ومسار أستانة، والأوضاع الميدانية بمحافظة إدلب، في إطار عمل اللجنة الدستورية المعنية بوضع دستور جديد لسوريا.
ويأتي اللقاء التركي -الروسي بعد يومٍ واحد من انتهاء مؤتمر اللاجئين في دمشق، إذ لم يخرج هذا المؤتمر بأي جديد أو مفيد للاجئين، وإنما اختتم أمس بشعارات جوفاء واستجداء للدعم الخارجي.
وحاولت روسيا التظاهر بنجاح المؤتمر على لسان لافرنتييف الذي ادعى أن “مشاركة 27 دولة ومنظمة في المؤتمر تؤكد نجاحه”، مشيراً إلى أن حل هذه المسألة الإنسانية سيؤدي إلى تعزيز الاستقرار في سوريا، حسب تعبيره.
ولم تبدِ الدول الفاعلة بقضية اللاجئين السوريين أي إيجابية تجاه المؤتمر، فالاتحاد الأوروبي، الذي تضم دوله مئات آلاف السوريين رفض المشاركة، إضافة لمشاركة لا تذكر لدول أخرى مثل لبنان.
وقصد روسيا لأنقرة دليل على أنه لا حل ممكن لقضية اللاجئين والنازحين السوريين بدون مشاركة الدول الفاعلة في هذه المسألة وعلى رأسها تركيا، حيث لم توجه لها دعوة لحضور المؤتمر الأخير.
من جانبٍ آخر أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، عن أمله في أن تبدأ مسيرة سلام في سوريا على غرار ما حدث في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
كما اقترح أردوغان على بوتين إقصاء نظام الأسد، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع روسيا والقوى الإقليمية الفاعلة من أجل إنشاء سوريا جديدة.
وأمس اعتبرت صحيفة “لوتان” السويسرية، أن تركيا وروسيا هما من ترسمان الآن خريطة عالم الغد، باستمرارهما في تشكيل المشهد السياسي الحالي، على حساب الغرب لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا.
وأضافت أن لدى قادة موسكو وأنقرة شيء واحد مشترك وهو “رفضهم المتزايد للغرب”، وأشارت إلى أن سياسات الدولتين الآن “جعلت باختصار كلا من فرنسا والولايات المتحدة خارج اللعبة (السياسية) مرة أخرى”. منوهةً إلى دور الدولتين في ليبيا وسوريا عبر مسار أستانة.