روسيا تتظاهر بنجاح مؤتمر اللاجئين وتتباهى بمركز إقامة الحرجلة المؤقت للعائدين
تظاهرت روسيا بنجاح مؤتمرها حول اللاجئين السوريين في دمشق، متكئةً على الدول والمنظمات التي حضرته، من أجل التغطية على فشله، إذ لم يخرج هذا المؤتمر بأي جديد أو مفيد للاجئين، وإنما اختتم أمس بشعارات جوفاء واستجداء للدعم الخارجي، داعيةً الدول الغربية إلى زيارة مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة بريف دمشق للتأكد من الظروف الآمنة لعودة اللاجئين.
وحاولت روسيا التظاهر بنجاح المؤتمر على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف الذي ادعى أن “مشاركة 27 دولة ومنظمة في المؤتمر تؤكد نجاحه”، مشيراً إلى أن حل هذه المسألة الإنسانية سيؤدي إلى تعزيز الاستقرار في سوريا، حسب تعبيره.
كما زعم لافرنتييف في الجلسة الختامية للمؤتمر (الذي عُقد على مدار اليومين الماضيين في العاصمة دمشق)، أن “نظام الأسد ينتظر عودة جميع اللاجئين في الخارج بعد أن أوجد الطرق والمبادرات لحل هذه المسألة التي سيعطي حلها دفعاً للحياة الإنسانية في سوريا”، حسب وصفه.
من جهته، دعا رئيس ما يسمى بـ “مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين” ميخائيل ميزينتسيف، الدول الغربية للقدوم إلى سوريا لتتأكد شخصياً من وجود ظروف آمنة وكريمة لعودة اللاجئين، مستشهداً بمركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة.
وادعى ميزينتسيف “أنه بفضل الإجراءات المتخذة مسبقاً عاد كثير من اللاجئين إلى أماكن الإقامة المختارة وأمنت لهم كل الظروف اللازمة”، حسب زعمه.
ومساء أمس الخميس، انتهى مؤتمر اللاجئين الذي استنفرت له روسيا والنظام على عكس ما خططا له، فاتسم البيان الختامي بالشعارات الجوفاء التي اعتاد النظام على ترديدها، كما كُررت الاتهامات للدول الغربية بمسؤوليتها عن ما آلت إليه الحرب في سوريا إضافةً إلى التماس الدعم تحت ستار اللاجئين دون ذكر أي نتائج.
والتمس البيان الختامي للمؤتمر أمس، موضوع طلب الدعم حيث دعا “المجتمع الدولي ووكالات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة إلى تقديم الدعم اللازم للمهجرين والنازحين السوريين وكذلك دعم سوريا والبلدان المضيفة لضمان حقهم المشروع والثابت في العودة”، وفق ما جاء في البيان.
ولم تبدِ الدول الفاعلة بقضية اللاجئين السوريين أي إيجابية تجاه المؤتمر، فالاتحاد الأوروبي، الذي تضم دوله مئات آلاف السوريين رفض المشاركة، كما أن تركيا التي تستضيف أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري لم توجه لها دعوة للحضور، بالمقابل حضر المؤتمر دول ليس لها صلة بقضية اللاجئين كالصين وفنزويلا وعمُان.
وهذا المؤتمر هو المحاولة الروسية الثانية للعب أمام المجتمع الدولي على الوتر الإنساني متسترةً باللاجئين، بعد محاولة مماثلة في عام 2018، حيث عملت روسيا نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المحاولة لم تشهد استجابة تذكر.