تحقيق: الضغوطات الروسية وراء انتحار أحد مؤسسي الخوذ البيضاء
خلص تحقيق خاص لهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن جيمس لو ميسورييه، مؤسس منظمة “الخوذ البيضاء” الذي فارق الحياة العام الماضي قد مات منتحراً ولم يقض جراء مؤامرة كما تردد في أوقات سابقة.
وقالت إيما وينبرغ زوجة جيمس في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية إن زوجها كان هدفا لحملة روسية مضللة بعد أن نجحت منظمة الخوذ البيضاء في مساعدة الكثير من المدنيين الذي تعرضوا لعمليات قصف وتدمير عشوائية على يد قوات النظام وحلفائه، وفق ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية أمس الأربعاء.
وأضافت زوجته أن تلك الحملات المضللة أثرت بشكل كبير في معنويات زوجها الراحل وجعلته يفقد الثقة في نفسه.
وأشارت إلى أن حجم العقبات والضغوط وتعقيدها وعدد الكارهين الذين يريدون دمار مشروع الخوذ البيضاء جميعها عوامل مهدت الطريق لهذه النهاية.
وقالت الصحيفة البريطانية أن موسكو شنت هجوما كبيرا على جيمس لأنه أنشأ منظمة “ماي داي ريسكيو”، التي ساعدت في تدريب وتجهيز عناصر “الخوذ البيضاء”.
وذكرت تقارير إعلامية أن تصوير تلك المنظمة لأعمال الإنقاذ التي كانت تقوم بها قد خلفت غضبا كبيرا لدى نظام الأسد والكرملين لأنها كانت تحشد الرأي العام العالمي ضد “جرائم الحرب” التي ترتكبها قوات النظام وروسيا.
ودأبت روسيا ونظام الأسد على اتهام منظمة الخوذ البيضاء بتلفيق هجمات تارة والتحضير لهجمات كيماوية تارة أخرى دون أن تقدم أي دليل.
ويحاول الموالون للنظام وروسيا على تشويه صورة منظمة “الخوذ البيضاء” عبر الزعم بأنها منظمة مزيفة أنشأها الغرب لتغيير الرأي العالم ضد قيادة بلدهم.
وفي 14 من تشرين الأول الماضي، سقطت قاعدة حميميم الروسية في شر افتراءاتها ضد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بعد أن زعمت أن عناصر من الدفاع المدني وصلوا إلى منطقة خان شيخون لتنفيذ هجوم كيميائي، رغم أن المنطقة تخضع لسيطرة النظام منذ نحو عام.
وفارق جيمس لو ميسورييه الحياة في تشرين الثاني من العام الماضي عن عمر ناهز 48 عاما عندما ألقى بنفسه من شقته في إسطنبول بتركيا ضمن ظروف غامضة.
وكانت تقارير إعلامية سابقة تحدثت عن احتمال وجود مؤامرة روسية استهدفت لوميسورييه عقب محاولة التشهير به واتهامه بأنه يعمل من خلال تلك المنظمة للتجسس وتحقيق أهداف استخباراتية تستهدف نظام الأسد.
وتأسست منظمة الخوذ البيضاء بإشراف، جميس لوميسورييه، في العام 2013، وتضم في صفوفها آلاف المتطوعين السوريين، وتهدف إلى إغاثة المتضررين جراء الحرب في سوريا، وتؤكد على أنها منظمة إنسانية حيادية وغير منحازة، وترفض الانتماء إلى أحزاب أو جماعات سياسية.