نظام الأسد للاجئين: مراكز الإيواء بانتظاركم
محافظ ريف دمشق استبعد أن يعود اللاجئين العائدين إلى مناطقهم مباشرة
كشف نظام الأسد أن اللاجئين الذين يعتزمون العودة إلى مناطق سيطرته من دول اللجوء لن يتمكنوا من الرجوع إلى ديارهم على الفور، بل سيتم تجميعهم في مراكز إيواء، وذلك في مؤشر جديد على عدم جدية النظام بحل أزمة اللاجئين.
ونقل موقع سيريانديز عن محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، أمس الأربعاء، 11 من تشرين الثاني، أن المحافظة عملت على عودة الكثير من الأهالي عبر تأهيل العديد من المناطق، ولكن البنى التحتية المدمرة تحتاج إلى رأس مال كبير، ولعودة اللاجئين يجب تأمين هذه البنى.
وحول إن كان العائدين من الخارج سيعودون إلى مناطقهم مباشرة في ظل دعوات مؤتمر اللاجئين، أشار إبراهيم أنه لدى المحافظة عدة وحدات تجمع، مثل الوحدات في حرجلة وعدرا، والتي بإمكانها أن تستقبل عدداً من الأسر والعائدين، ريثما تجهز البنى التحتية لمناطقهم بشكل كامل، دون أن يوضح مقدار الفترة التي قد تستغرقها تلك العملية.
وأضاف أنه يعول على أن يحقق هذا المؤتمر دعماً مادياً للإسهام في إعادة البنى التحتية للمناطق المدمرة وأن يتم رفع العقوبات لإنجاز متطلبات عودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
كما طرح المحافظ إمكانية أن يتم الاتفاق بعد المؤتمر على تخصيص مناطق معينة متضررة لترميمها.
وجاء تصريح المحافظ بالتزامن مع انعقاد أعمال مؤتمر روسيا للاجئين السوريين في دمشق بحضور دول ساهمت بتهجير السوريين وغياب شبه كامل للدول التي استقبلت اللاجئين باستثناء لبنان.
وتعليقاً على تصريح المحافظ، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، لراديو الكل إنه ليس جديد على النظام الاستخفاف بمعاناة اللاجئين وآلامهم، مشيراً إلى أن النظام لا يستحي من الترويج لعودة اللاجئين رغم عجزه عن توفير الخبز والوقود والكهرباء لمناطق سيطرته.
وأضاف أن المؤتمر لا يهدف لإعادة اللاجئين بل هو عملية الغرض منها تعويم نظام الأسد وإعادة صياغة علاقاته مع المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الجهود الروسية فشلت جراء مقاطعة القوى الكبرى ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا.
واستبعد علاوي عودة أي لاجئ سوري في الوضع الراهن مؤكداً أن السوريون سخروا من تلك الدعوات بل لو فتح نظام الأسد الحدود لفر من تبقى من سوريا جراء انعدام توفر أي خدمات للمدنيين.
ودمرت قوات النظام وروسيا وإيران على مدى السنوات العشر الماضية عشرات المدن والبلدات والقرى الثائرة فوق رؤوس أهلها ما أدى إلى عشرات موجات النزوح واللجوء.
وبحسب تقديرات معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب، بلغ مجموع الأبنية المتضررة في الغوطة الشرقية وحدها 34136 مبنى.
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين السوريين من منازلهم جراء التصعيد العسكري لروسيا ونظام الأسد ضد المناطق الثائرة.
كما فرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت في 18 من حزيران الماضي، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.