رأس النظام يحمّل الدول التي استقبلت السوريين مسؤولية أزمة اللجوء
بشار الأسد: "الدول فرضت على اللاجئين السوريين البقاء على أراضيها".
انطلق، اليوم الأربعاء، مؤتمر اللاجئين السوريين، الذي دعت روسيا إلى عقده في دمشق على مدار يومين، وسط غياب شبه كامل للدول الفاعلة في ملف اللاجئين السوريين، وحضور واسع للدول المسؤولة عن تهجيرهم، كما بدأ المؤتمر بكيل الاتهامات لبعض الدول بأنها تستغل اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال رأس النظام، بشار الأسد، عبر تقنية الفيديو في افتتاح المؤتمر، إن “قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقا من مبادئ إنسانية أخلاقية … قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة بالإضافة إلى جعلهم مصدراً للمال يروي فساد مسؤوليهم”.
وزعم أن تلك الدول “فرضت على اللاجئين السوريين البقاء على أراضيها عبر الإغراء حيناً والضغوط والتخويف أحياناً أخرى بدلاً من العمل الفعلي من أجل تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم”.
واتهم “الأنظمة الغربية بقيادة الولايات المتحدة إضافة إلى تركيا بالمسؤولية عن خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سوريا لتكون مبرراً للتدخل في الشؤون السورية ولاحقاً لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلاً من مصالح شعبها”، بحسب زعمه.
وادعى أن نظامه نجح في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية ويسعى من أجل عودة كل لاجئ، زاعماً أن الضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة والعقوبات الاقتصادية تعيق جهود حكومته لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق المدمرة.
ممثلو روسيا والصين وإيران إلى المؤتمر حاولوا بدورهم التركيز على أثر العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد نظام الأسد وزعموا أن تلك العقوبات تقف حجر عثرة في عودة اللاجئين.
وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن حل أزمة اللاجئين يستوجب توفير الظروف المعيشية الكريمة لملايين السوريين، ما يحتاج إلى المشاركة الفعالة من قبل المجتمع الدولي بأكمله.
واعتبر أن رفض عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المشاركة في المؤتمر يمثل دليلاً على ازدواجية المعايير التي تنتهج بحق سوريا، وفق زعمه.
واتهم الوزير الروسي تلك الدول بالاستمرار في دعم تنظيمات مناهضة للنظام بعضها “إرهابي”، معرباً عن اعتقاده أن تلك الدول تتحمل المسؤولية عن معاناة ملايين السوريين.
في حين قال سفير الصين لدى نظام الأسد، فونغ بياو، إن تحسين البيئة الاقتصادية لسورية يمثل أساساً مهماً لعودة اللاجئين السوريين، زاعماً أن بعض الدول تصر على وضع عقوبات غير شرعية وأحادية الجانب على الشعب السوري.
بدوره قال كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي، إن “بعض الدول التي فشلت في تحقيق أهدافها لجأت لمعاقبة الشعب السوري عبر إجراءات اقتصادية وسياسية جائرة، ومن هذه الإجراءات قانون قيصر الذي صادقت عليه أميركا”.
بينما اعتبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شربل وهبة، أن العائق الأساسي لأزمة النزوح السوري هو في غياب الإرادة الدولية في طي هذا الملف الشائك والأليم.
الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة قال في اتصال مع راديو الكل، إن رفض الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية دفع الدول المقربة من النظام إلى التمثيل عبر دبلوماسيين من الدرجة الثانية والثالثة.
وأضاف أن بشار الأسد وحلفاءه في روسيا وإيران يعتبرون ملف اللاجئين بمثابة الورقة الرابحة عندما يتم الحديث عن حل للأزمة السورية، داعياً الدول الغربية إلى العمل على إسقاط بشار الأسد ليشعر السوريون بالأمان ويعودوا إلى ديارهم.
وأمس الثلاثاء، أكدت الحكومة السورية المؤقتة أن مؤتمر اللاجئين الروسي، ما هو إلا خديعة روسية جديدة هدفها تحصيل فاتورة الحرب التي خاضتها إلى جانب النظام ضد السوريين باستخدام ستار اللاجئين.
وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، في حسابه على التويتر، إن “الخديعة الروسية لعودة اللاجئين باتت مكشوفة للجميع؛ فهي تسعى لاستجلاب الدعم الدولي تحت ستار عودة اللاجئين وإعادة الإعمار لنهب تلك الأموال كتعويض عمّا صرفته في قصف وتدميرِ المدن”.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت في 18 من حزيران الماضي، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.