مسمار جديد يدق بنعش مؤتمر روسيا للاجئين.. الاتحاد الأوروبي يرفض الحضور
انضم الاتحاد الأوروبي إلى القائمة التي رفضت حضور مؤتمر “اللاجئين السوريين” الذي تنوي روسيا والنظام عقده في 11 و12 الشهر الحالي في العاصمة دمشق، ليكون ذلك مسماراً جديداً في نعش مؤتمرٍ حاولت روسيا من خلاله استغلال قضية إنسانية سورية وتحويلها لمكسب سياسي.
وقال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي في بيان له أن بعض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، تلقوا دعوة لحضور مؤتمر اللاجئين المزمع عقده في دمشق، يومي 11-12 تشرين الثاني الحالي، وأضاف أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وبلدانه لن يشاركوا في المؤتمر المذكور.
وأوضح أن الأولوية في الوقت الراهن، هي “لتأمين الظروف التي تساهم في عودة السوريين إلى أراضيهم بشكل آمن وتطوعي ومشرّف، في إطار القانون الدولي.”، مشدداً على أن “الظروف الراهنة في سوريا لا تسمح بالعودة الطوعية للسوريين، حيث أنه من المبكر الآن عقد مؤتمر كهذا”.
كما نوه مسؤول الاتحاد الأوروبي على ضرورة وصول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى كامل الأراضي السورية.
وبرفض الاتحاد الأوروبي الحضور، تتسع دائرة عدم القبول الدولي والإقليمي والمحلي للمؤتمر الذي حاولت روسيا والنظام بالأيام الماضية الحشد له على كافة الصعد، كما أنه وفي حال انعقاده سيكون خالياً من الدول الرئيسة الفاعلة بأمور اللاجئين السوريين والمستضيفة لهم.
فالأردن ولبنان اللتان أجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع المسؤولين فيهما بشأن المؤتمر في 27 الشهر الماضي، لم تصدر منهما أي تصريحات بشأن الحضور.
كما أن تركيا التي تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري لم توجه لها دعوة للحضور، وبرر النظام ذلك بالقول إن “النظام التركي لا نتأمل منه أي شيء ولا نأمل منه أي شيء بعد ممارساته في سوريا والألم الذي سببه للسوريين”، حسب وصفه.
في حين ذكر حساب “Canada and Syria” التابع للحكومة الكندية عبر تويتر اليوم الثلاثاء، أن كندا لن تحضر مؤتمر اللاجئين في دمشق.
ونقلت قناة “الإخبارية السورية” عن أيمن سوسان معاون وزير خارجية النظام الذي يشغل أيضاً رئيس لجنة التحضير للمؤتمر تبريره عدم الحصول على الزخم في موافقة العديد من الدول على المشاركة قائلاً: “أما هؤلاء الذين كانت لهم مواقف غير إيجابية، بصراحة لم يكن لدينا أي وهم إزاء استجابتهم”.
وبالنسبة للمنظمات والمؤسسات السورية، فعبر قسم كبير منها عن رفض المؤتمر مع الإشارة إلى أن ذلك ما هو إلا محاولة لتعويم نظام الأسد من جديد.
فريق منسقو استجابة سوريا كد أن التسوية التي يدعو إليها المؤتمر ومن خلفه روسيا والنظام لا يمكن تحقيقها بوجود القوات الروسية في سوريا وبوجود قيادة النظام الحالية.
من جانبها رأت هيئة القانونيين السوريين الأحرار عقد هذا المؤتمر في دمشق بدعوة من روسيا محاولة لتعويم نظام الأسد وتضليل المجتمع الدولي.
في حين أكد التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية في بيان على ضرورة تفويت الفرصة على قتلة الشعب السوري وإفشال المؤتمر الذي يراد منه قتل القضية السورية.
بدورها الرابطة السورية لحقوق اللاجئين أكدت رفضها القاطع لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا والوحدات الكردية التي ارتكبت جرائم مروعة بحق السوريين.
الائتلاف الوطني السوري هو الآخر علق على المؤتمر بالقول: “المؤتمر الروسي المزمع ليس سوى محاولة لرعاية جريمة جديدة بحق الشعب السوري تهدف إلى تعويم المجرم بشار تحت ستار إنساني عنوانه عودة المهجرين”.
وتنوي روسيا عقد مؤتمر بدمشق في 11 و12 الشهر الحالي لبحث موضوع اللاجئين السوريين، حيث كانت قد فشلت في عقده عام 2018.
وادعى رأس النظام بشار الأسد يوم أمس في لقاء مع بوتين عبر تقنية الفيديو أن “الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا”، وأن “العقبة الأكبر أمام اللاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا هي الحصار الغربي المفروض على سوريا”.
بدوره زعم بوتين في اجتماعه مع رأس النظام انخفاض مستوى العنف في سوريا بشكل ملحوظ، وعودة الحياة تدريجيا إلى المجرى السلمي، واستمرار عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، معتبرا أن ذلك يهيئ الظروف المناسبة للعودة الجماعية للاجئين.