منظمات إنسانية وحقوقية تندد بمؤتمر اللاجئين وتكشف زيف دعاوى إعلامي النظام وروسيا
نددت منظمات سورية حقوقية وإنسانية فاعلة في ملف النازحين واللاجئين بالمؤتمر الروسي للاجئين السوريين المزمع عقده خلال اليومين القادمين، في حين حذر فريق منسقو الاستجابة من أن النظام وروسيا يلجآن إلى بث معلومات مضللة عن المهجرين السوريين.
وقال فريق منسقو الاستجابة في بيان اليوم الثلاثاء، 10 من تشرين الثاني، إن الوسائل الإعلامية التابعة للنظام وروسيا تواصل الترويج لعقد مؤتمر خاص بعودة المهجرين وإعادة الإعمار بدمشق خلال اليومين القادمين، من خلال خلق بروباغندا إعلامية، والدفع بشكل مستمر لحضور المؤتمر المذكور والترويج لنجاحه بشكل استباقي.
وأضاف أن الادعاء بأن الهدف الأساسي للمؤتمر هو إعادة النازحين واللاجئين السوريين إلى سوريا، هو محاولة لتعويم النظام دولياً وهو أمر لا يمكن تحقيقه بأي شكل من الأشكال في الوقت الحالي.
وأكد أن التسوية التي يدعو إليها المؤتمر ومن خلفه روسيا والنظام لا يمكن تحقيقها بوجود القوات الروسية في سوريا وبوجود قيادة النظام الحالية.
وسخر البيان من دعوات روسيا إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على عمليات السلام المزعومة في سوريا، قائلاً إن الطائرات الحربية الروسية مازالت تشن غاراتها الجوية على محافظة إدلب مستهدفة العديد من المناطق الآهلة بالمدنيين.
وتابع البيان أن:” إظهار روسيا من خلال الدعوة للمؤتمر المزعوم بمظهر الضامن لحفظ عمليات السلام في المنطقة والضامن لتقديم المساعدات الإنسانية عن طريقها أو عن طريق النظام السوري فاشلة حكماً ولن تعطي النتيجة التي تبتغيها روسيا”.
ونفى بشكل قاطع الأرقام المصرح عنها بخصوص أعداد العائدين إلى سوريا من النازحين واللاجئين والذين بلغ عددهم أكثر من 2.15 مليون مدني بحسب التصريحات الروسية
وأكد أنه لا يوجد حتى الآن أي رغبة لأي نازح أو لاجئ للعودة إلى مناطق سيطرة النظام بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة، واستمرار الانهيار الاقتصادي وتواصل عمليات الخطف والاعتقالات والتغييب القسري، مما يجعل تلك المناطق غير آمنة للعودة.
وشدد على أن جميع المحاولات التي تبذلها روسيا في سبيل إضفاء الشرعية للنظام هي محاولات ساذجة ولن يتم تمريرها أمام المجتمع الدولي أو الشعب السوري.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية بشكل كامل اتجاه الملف السوري، والمضي قدماً بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
وأمس الاثنين، اعتبرت هيئة القانونيين السوريين عقد ما سمّي بمؤتمر “عودة اللاجئين” في دمشق بدعوة من روسيا محاولة لتعويم نظام الأسد وتضليل المجتمع الدولي.
وأكدت الهيئة في بيان أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود البيئة الآمنة والمستقرة وبضمانات أممية وليست روسية.
في حين أكد التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية في بيان على ضرورة تفويت الفرصة على قتلة الشعب السوري وإفشال المؤتمر الذي يراد منه قتل القضية السورية.
وكان رأس النظام، بشار الأسد، وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أطلقا خلال اتصال مشترك يوم أمس، سيلاً من المزاعم المنافية للحقيقة إزاء سوريا واللاجئين السوريين في محاولة لقلب الحقائق والترويج لمؤتمر روسيا حول اللاجئين السوريين في دمشق المزمع عقده يومي 11 و12 من الشهر الحالي.
وزعم بشار الأسد أن “الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا”، وأن “العقبة الأكبر أمام اللاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا هي الحصار الغربي المفروض على سوريا”
في حين حاول بوتين اللعب على وتر الإرهاب لإثارة ذعر الدول الأوربية إزاء اللاجئين السوريين قائلاً إن اللاجئين الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة في حال الوقوع تحت تأثير المتطرفين.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وفي 18 من حزيران، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.
وقالت المفوضية في تقرير سنوي، إن ما يقارب سدس الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم هم سوريون، مضيفة أن اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة يعانون من صدمة النزوح المطول.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قال في آذار الماضي، إن الصراع في سوريا خلّف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، فضلاً عن أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا.