في إشارة تظهر عدم جديته.. نظام الأسد يستبعد دولة تؤوي ملايين السوريين من مؤتمر اللاجئين
سوسان: "بالنسبة للذين لديهم سياسات غير إيجابية هم بصراحة غير مرحب بهم"
أعلنت وزارة خارجية النظام أنها استثنت تركيا من الدعوة إلى حضور مؤتمر اللاجئين المزمع يوم غد، رغم استقبال تركيا أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري، وذلك في إشارة تظهر عدم جدية روسيا ونظام الأسد بعودة اللاجئين السوريين.
ونقلت قناة “الإخبارية السورية” عن أيمن سوسان معاون وزير خارجية النظام الذي يشغل أيضاً رئيس لجنة التحضير للمؤتمر أمس الإثنين، 9 من تشرين الثاني، إن عدم توجيه الدعوة لتركيا لم يكن بسبب انفعالي، بل لأن “النظام التركي لا نتأمل منه أي شيء ولا نأمل منه أي شيء بعد ممارساته في سوريا والألم الذي سببه للسوريين”، حسب تعبيره.
وأضاف: “بالنسبة للذين لديهم سياسات غير إيجابية هم بصراحة غير مرحب بهم، ونحن قمنا بما هو مترتب علينا تجاه أهلنا في الخارج أما الذين اتخذوا مواقف غير إيجابية وأقصد بشكل أساسي الولايات المتحدة والدول التي تسير في ركابها بشكل خاص دول الاتحاد الأوروبي، هذه الدول عرت نفسها بنفسها… بعض الدول حدثتنا عن حجم الضغوط التي تعرضت لها لعدم المشاركة”.
وفي إشارة إلى أن العديد من الدول رفضت المشاركة، قال سوسان: “أما هؤلاء الذين كانت لهم مواقف غير إيجابية، بصراحة لم يكن لدينا أي وهم إزاء استجابتهم”.
وأمس الإثنين، أطلق رأس النظام، بشار الأسد، وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال مشترك، سيلاً من المزاعم المنافية للحقيقة إزاء سوريا واللاجئين السوريين في محاولة لقلب الحقائق والترويج لمؤتمر روسيا حول اللاجئين السوريين في دمشق المزمع عقده يومي 11 و12 من الشهر الحالي.
وزعم بشار الأسد أن “الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا”، وأن “العقبة الأكبر أمام اللاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا هي الحصار الغربي المفروض على سوريا”
في حين حاول بوتين اللعب على وتر الإرهاب لإثارة ذعر الدول الأوربية إزاء اللاجئين السوريين قائلاً إن اللاجئين الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة في حال الوقوع تحت تأثير المتطرفين.
وخلال الأيام الماضية، دفعت موسكو بثقلها الدبلوماسي عبر وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية لإقناع الأردن ولبنان بحضور المؤتمر الذي تنظمه في دمشق.
وأجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في عمّان يوم 27 من الشهر الماضي، كما التقى الوفد عقب ذلك بيوم الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت لبحث ذات الملف، دون أي استجابة رسمية تذكر.
وكان مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجّه في 27 من تشرين الأول الماضي، دعوة إلى الدول والوكالات الأممية المعنية بالشأن السوري لحضور المؤتمر، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت في 18 من حزيران الماضي، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.