بشار الأسد وبوتين يطلقان مزاعم للترويج لمؤتمر اللاجئين بدمشق
بوتين حاول خلال الاتصال اللعب على وتر الإرهاب لإثارة ذعر الدول الأوربية إزاء اللاجئين السوريين
أطلق رأس النظام، بشار الأسد، وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلاً من المزاعم المنافية للحقيقة إزاء سوريا واللاجئين السوريين في محاولة لقلب الحقائق والترويج لمؤتمر روسيا حول اللاجئين السوريين في دمشق المزمع عقده يومي 11 و12 من الشهر الحالي.
وزعم بشار الأسد خلال اتصال مع بوتين عبر تقنية الفيديو اليوم الإثنين، 9 من تشرين الثاني، أن العقبة الأكبر أمام اللاجئين الراغبين بالعودة إلى سوريا هي الحصار الغربي المفروض على سوريا، على الرغم من نزوح وتهجير ملايين السوريين خلال السنوات الماضية جراء العمليات العسكرية التي أطلقتها قواته ضد الشعب السوري المطالب بالحرية.
وأضاف أن “الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سوريا، معبراً عن أمله بأن يخرج المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين المزمع عقده في دمشق بنتائج مهمة.
وقال رأس النظام إن كل منزل في سوريا يهتم بقضية اللاجئين، زاعماً أن حكومته قامت بتقديم عدد كبير من التسهيلات، البعض منها تشريعي والبعض منها يتعلق بالإجراءات من أجل عودتهم”.
من جانبه روج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية العودة الجماعية للاجئين إلى البلاد زاعماً أن بؤرة الإرهاب الدولي في سوريا تم القضاء عليها عمليا.
وحاول بوتين اللعب على وتر الإرهاب لإثارة ذعر الدول الأوربية إزاء اللاجئين السوريين قائلاً إن اللاجئين الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة في حال الوقوع تحت تأثير المتطرفين.
وقال بوتين إن العمل الذي تقوم به روسيا مع إيران وتركيا من أجل التسوية في سوريا أثبت فعاليته، مضيفاً أن روسيا “تواصل بذل جهود نشطة لدعم تسوية طويلة الأمد في سوريا، واستعادة سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”، حسب زعمه.
وأشار بوتين إلى انخفاض مستوى العنف في سوريا بشكل ملحوظ، وعودة الحياة تدريجيا إلى المجرى السلمي، واستمرار عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، معتبرا أن ذلك يهيئ الظروف المناسبة للعودة الجماعية للاجئين.
واعترف بوتين أن هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا، وحرَّض ضدهم بالقول إن “الغالبية العظمى منهم قادرون على العمل، ويمكنهم بل ويجب عليهم أن يشاركوا في عملية إعادة إعمار وطنهم”.
ودعا إلى أن تسير عملية عودة اللاجئين بطريقة طبيعية ودون إكراه”، وقال إنه “يجب على كل سوري أن يتخذ قراره بنفسه، بعد تلقي معلومات موثوقة حول الوضع في وطنه.
وأمس الأحد زعم السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف أن المؤتمر سيشكل خرقاً للحصار الدعائي والإعلامي الغربي ضد ما أسماه “القيادة السورية”، وسيمكنها من الوصول إلى السوريين الذين يسعون حقاً للعودة.
المحلل السياسي، الدكتور زكريا ملاحفجي، رأى في اتصالٍ مع راديو الكل اليوم، أن الهدف الروسي من مؤتمر اللاجئين هو جلب الأموال من المجتمع الدولي لصالح النظام والعمل على تعويمه من جديد وتقديمه على أنه يهتم بالسوريين.
كما أشار إلى أن روسيا تحاول استثمار ورقة اللاجئين الإنسانية في سوريا من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مرجحاً فشل هذا المؤتمر، واستشهد على ذلك بالقول، حاولت روسيا عام 2018 إعادة نحو مليون ونصف المليون إلى سوريا لكن محاولتها فشلت، حيث عاد ما يقارب نحو 7 آلاف فقط وتم اعتقال معظمهم.
وأضاف ملاحفجي لراديو الكل أن مؤتمر روسيا مفضوح أمام العالم، بدليل أنها تدعو اللاجئين للعودة في حين تقوم بقصف مناطق شمال غربي سوريا وتهجر أهلها إلى الخيام، معتبراً أن السوري لا يثق أبداً بالروس على اعتبارها شريك النظام بالقتل والتهجير منذ سنوات.
وخلال الأيام الماضية، دفعت موسكو بثقلها الدبلوماسي عبر وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية لإقناع الأردن ولبنان بحضور المؤتمر الذي تنظمه في دمشق، وأرسلت دعوات إلى منظمات إقليمية ودولية، دون أي استجابة تذكر من قبل الجهات الفاعلة في ملف اللاجئين.
وأجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في عمّان يوم 27 من الشهر الماضي، كما التقى الوفد عقب ذلك بيوم الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت لبحث ذات الملف.
وكان مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجّه في 27 من تشرين الأول الماضي، دعوة إلى الدول والوكالات الأممية المعنية بالشأن السوري لحضور المؤتمر، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وفي 18 من حزيران، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.
وقالت المفوضية في تقرير سنوي، إن ما يقارب سدس الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم هم سوريون، مضيفة أن اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة يعانون من صدمة النزوح المطول.
وكان الوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قال في آذار الماضي، إن الصراع في سوريا خلّف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، فضلاً عن أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا.