لاجئون وصحفيون ومثقفون سوريون يعبرون عن آرائهم بمؤتمر روسيا للاجئين بدمشق
رفض الدول الإقليمية الفاعلة المشاركة بالمؤتمر خير دليل على فشله المحتم
تدفع روسيا بكافة جهودها الدبلوماسية نحو عقد مؤتمر اللاجئين في دمشق، بغية إحداث خرق في موقف المجتمع الدولي الرافض لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، دون أي اكتراث بالقرارات الأممية.
وتحاول موسكو اللعب على وتر الضغوط التي خلفتها موجات اللجوء السوري على البلدان المحيطة ولا سيما تركيا ولبنان والأردن.
وعبّر لاجئون سوريون عبر راديو الكل عن آرائهم، بالمؤتمر الروسي للاجئين السوريين المزمع انعقاده، في دمشق في 11 و12 من تشرين الثاني الحالي.
الكاتب والصحفي طارق نعمان، اعتبر أن العودة في ظل نظام الأسد أشبه بالموت ولا سيما أن نظام الأسد معروف بالكيدية والفجور ضد معارضيه، مضيفاً أن أجهزة الأمن التابعة للنظام تستهدف الناشطين والمعارضين العائدين للتصفية أو الاعتقال.
ويشدد نعمان، أنه لا يمكن لروسيا أن تكون وسيطاً لعودة اللاجئين ولاسيما أنها شريك للأسد في قتل السوريين وتهجيرهم.
ويحذر الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله زيزان، من قبول أي ضمانات روسية للعودة إلى سوريا، مستشهداً بنهج روسيا إزاء مناطق خفض التصعيد التي ما لبث أن احتلتها مع قوات النظام في انتهاك صارخ لتعهداتها.
ويضيف أن فكرة العودة في ظل حكم بشار الأسد تعطي النظام الشرعية وكأن شيئاً لم يكن، مؤكداً أن المجتمع الدولي أيضاً يتحمل مسؤولية أزمة اللاجئين وليس نظام الأسد فقط.
الصحفي واللاجئ المقيم في تركيا، غياث الذهبي، يؤكد أنه لا يمكن لروسيا أن تكون ضامناً لعودة أي سوري لأنها السبب الرئيس في تهجير السوريين، كما لا يمكن الوثوق بروسيا ولاسيما أنها من قامت بالإشراف على الاعتقالات التي تمت في درعا والغوطة الشرقية.
ويضيف الذهبي، أنّ روسيا لم ولن تكون وسيطاً نزيهاً وهي من ثبّت نظام الأسد ومدّه بالسلاح، مشترطاً رحيل النظام وحل جميع الأجهزة الأمنية ومحاسبة جميع المجرمين لعودة اللاجئين.
الصحفي أحمد مطر، المقيم في ألمانيا، يرفض فكرة القبول بضمانة طرف شارك بقتل السوريين وتهجيرهم، مؤكداً أنه لا يمكن لأي عاقل العودة لمكان رحل منه قسراً ولاتزال أسباب الرحيل قائمة.
ويضيف مطر، أن روسيا تريد أن تظهر أنها الوحيدة التي تهتم بملف اللاجئين وتريد فرضه على المجتمع الدولي، متناسية أن هذه العملية يجب أن تسبقها إجراءات عدة منها رحيل النظام وإطلاق سراح المعتقلين.
وتصف الصحفية، غلا الحوراني، أن الضمانات الروسية بالفخ، وتقول إن المناطق التي شهدت تسويات بضمانات روسية تعاني فوضى وعدم استقرار.
وتضيف الحوراني، أن روسيا تستخدم ملف النازحين واللاجئين كورقة لابتزاز الأوروبيين ودفعهم إلى تمويل إعادة الإعمار وبالتالي تحقيق مكاسب للشركات الروسية التي ستتأثر بتلك المشاريع.
ويعبر اللاجئ، عبد الله المحمد، المقيم في ألمانيا، عن استغرابه عن ما يسمى بـ “ضمانات روسية”، متسائلاً كيف يمكن الوثوق بروسيا المسؤولة أساساً عن تهجير السوريين وتدمير بيوتهم.
في حين يؤكد، أبو جاسم الحمصي، اللاجئ المقيم في تركيا، أن روسيا شريك لنظام الأسد وهي من قصفت الشعب السوري وهجرته ودمرت البلاد، وسبق أن أخلت بالتزاماتها وتعهداتها بوقف إطلاق النار.
ويشدد الحمصي أنه شخصياً ليس بوارد العودة إلى سوريا في ظل حكم الأسد وأجهزته الاستخباراتية والتواجد العسكري للقوات الروسية.
ويبقى رفض الدول الإقليمية الفاعلة المشاركة بالمؤتمر خير دليل على فشله المحتم رغم ما بذلته موسكو من جهود دبلوماسية للترويج له في محاولة لكسر عزلة النظام وإخراجه من أزماته تمهيداً لإعادة شرعنته.