نازحون سوريون يعبرون عن آرائهم بالمؤتمر الروسي للاجئين في دمشق
موسكو استبعدت أي ممثلين عن اللاجئين والنازحين السوريين المفترض أنهم المعنيون بالمؤتمر
يقترب الموعد الذي حددته روسيا لمؤتمرها حول اللاجئين السوريين في دمشق، دون أي استجابة دولية تذكر إزاء المبادرة الروسية.
واستبعدت موسكو أي ممثلين عن اللاجئين والنازحين السوريين المفترض أنهم المعنيون بالمؤتمر المزمع عقده، حيث أكد الائتلاف الوطني لراديو الكل أمس السبت أن موسكو لم تتواصل معه إزاء مبادرتها المشبوهة.
راديو الكل استطلع آراء عدد من النازحين في الداخل السوري حيال مؤتمر روسيا للاجئين السوريين في دمشق.
عبد الله ياسين نازح من ريف إدلب الشرقي، يؤكد أنه لا يمكن للمهجرين العودة للمناطق المحتلة بضمانات روسيا المسؤولة عن قتل وتهجير الشعب السوري، متسائلاً كيف للقاتل أن يدعو إلى مؤتمر لإعادة اللاجئين وهو من كان سبب تهجيرهم.
ويرى أن النازحين والمهجرين لا يمكنهم العودة إلى منازلهم بدون ضمانات دولية أو تركيّة على الأقل.
عبد السلام سماق نازح في إدلب يبدي استغرابه من أن تقوم الدولة التي تقتل وتشرد الناس بالدعوة لعودة اللاجئين، مؤكداً أن الأولى بروسيا وقف التصعيد في إدلب الذي يتسبب بمزيد من موجات النزوح.
ويضيف سماق، الذي يشغل أيضاً منصب مدير الاتحاد الرياضي في إدلب، أن روسيا لا يمكن أن تكون دولة ضامنة، مشيراً إلى أن الشعب السوري جرب روسيا في درعا، حيث نكثت بتعهداتها وسلّمت المنطقة لقوات النظام.
ويؤكد سماق أنه كنازح لا مانع لديه من العودة إلى مناطق منزوعة السلاح حتى من فصائل المعارضة، ولكن يجب أن تكون خالية من الوجود الروسي أيضاً.
المرشد الاجتماعي فايز أصلان، النازح من ريف إدلب الشرقي، يعتقد أن المؤتمر هو محاولة لتلميع النظام خاصة أنه يعقد في دمشق من الأطراف التي ساهمت بتدمير منازل السوريين وتهجيرهم، مؤكداً أن روسيا دائماً ما تنقض عهودها وأبرز مثال على ذلك انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
ويشير أصلان إلى ضرورة وجود مؤتمر دولي يضمن عودة اللاجئين مع وجود قوات حفظ سلام على الأرض واستبعاد أي وجود أي عسكري روسي أو إيراني أو من قوات النظام.
وفي ريف حلب عبَّر عدد من النازحين أيضاً عن آرائهم بالمؤتمر الروسي للاجئين المزمع انعقاده في دمشق يومي 11 و12 تشرين الثاني الحالي.
ويشدد غياث الدك، رئيس المجلس المحلي لبلدة منغ، على أن روسيا ليست ضامناً بل هي من ثبتت النظام وهجرت السوريين، ويستبعد الدك أن يثق أحد من المهجرين بدعوات العودة إلى مناطق النظام في ظل وجود الأجهزة الأمنية وأفرع المخابرات.
بدوره يحذر أحمد نداف، الناشط والنازح من بلدة ماير، من أن المؤتمر هو محاولة لخديعة اللاجئين والنازحين لدفعهم إلى العودة إلى مناطق النظام، مشيراً إلى أن روسيا لا تكترث بالنازحين واللاجئين السوريين.
ويؤكد نداف رفضه العودة إلى مناطق النظام سواء بوجود ضمانات روسية أو غيرها، ولاسيما أن العديد ممن اختاروا العودة إلى مناطق النظام كان مصيرهم السجن والتعذيب والقتل، معتبراً أن الضمانات الدولية وحدها الكفيلة بعودة النازحين والمهجرين إلى منازلهم.
في حين يرى أبو العلاء، النازح من تل رفعت، أن أي مؤتمر تدعو إليه روسيا يراعي مصالحها ومصالح النظام وليس لأجل الشعب السوري، مؤكداً أن الضمان الوحيد لعودة المهجر إلى منزله هو سقوط النظام.
وخلال الأيام الماضية، دفعت موسكو بثقلها الدبلوماسي عبر وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية لإقناع الأردن ولبنان بحضور المؤتمر الذي تنظمه في دمشق، كما وجهت دعوات لمنظمات دولية وإقليمية عدة دون أي استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وفي 18 من حزيران، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.
وقالت المفوضية في تقرير سنوي، إن ما يقارب سدس الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم هم سوريون، مضيفة أن اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة يعانون من صدمة النزوح المطول.
وكان الوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قال في آذار الماضي، إن الصراع في سوريا خلّف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، فضلاً عن أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا.