روسيا تستجدي منظمات دولية وإقليمية لإنقاذ مؤتمر اللاجئين في دمشق
مصدر لوكالة "سبوتنيك" الروسية أقر بأنه من غير المعلوم حتى الآن من سيحضر المؤتمر من المنظمات المدعوة
يتجه المؤتمر الروسي للاجئين السوريين في دمشق للفشل حتى قبل بدايته، فيما تحاول موسكو الحفاظ على ماء وجهها بدعوة منظمات دولية وإقليمية بعد عدم تحقيق استجابة على الصعيد الدولي.
وقلصت موسكو سقف توقعاتها إزاء مؤتمر اللاجئين السوريين الذي دعت لعقده في دمشق، بعد عدم إعلان أي دولة ذات ثقل مشاركتها بشكل رسمي حتى اليوم رغم تبقي أقل من أسبوع على موعد انعقاده.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، عن مصدر دبلوماسي، أمس الجمعة، 6 من تشرين الثاني، أنه “تم توجيه دعوة لعدد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية لحضور المؤتمر الدولي للاجئين السوريين الذي سيعقد بدمشق في 11 من تشرين الثاني الحالي وعلى مدى يومين”.
غير أن المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، أقر بأنه “من غير المعلوم حتى الآن من سيحضر من هذه المنظمات”.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على زيارة وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إلى لبنان والأردن، إلا أن كلا من البلدين لم يعلن بشكل رسمي المشاركة في المؤتمر.
ويعني رفض لبنان والأردن وتركيا عملياً فشل المؤتمر، ولاسيما أن الدول الثلاث تؤوي نحو 6 ملايين لاجئ سوري.
ورغم الحماسة التي أبداها الرئيس اللبناني ميشال عون لملف اللاجئين خلال لقائه بالمبعوث الروسي، إلا أن لبنان حليف نظام الأسد لم يجرؤ إلى اليوم عن إعلان مشاركته بالمؤتمر.
في حين ألمح السفير الروسي في الأردن، غليب ديسياتنيكوف، الإثنين الماضي، إلى عقبات تعتري محاولة روسيا في حشد الدعم الإقليمي لإنجاح المؤتمر المزمع عقده في دمشق يومي 11 و12 من تشرين الثاني الحالي.
وقال السفير الروسي: “من المطلوب الانطلاق من أن المؤتمر له طابع إنساني بحت وأنه لا يستهدف إطلاقاً المساهمة في ما يسمى بترسيخ شرعية النظام كما يحاول أن يصنفه بعض اللاعبين المعروفين الهادفين لحرمان هذا الاجتماع من الدعم الدولي المطلوب”.
وبات المؤتمر الروسي أمام معضلة بعد أن تحركت المجموعة المصغرة حول سوريا باكراً ضد المبادرة الروسية.
وجاء في بيان المجموعة المصغرة الصادر عن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر والمملكة المتحدة وأمريكا في 22 من تشرين الأول الماضي: “ندعو النظام إلى وقف الإجراءات التي تردع اللاجئين وتمنعهم من العودة وإلى أن يتخذ بدلاً من ذلك الخطوات الإيجابية اللازمة لتوفير العودة الطوعية والآمنة والكريمة”.
ودعا البيان النظام وروسيا إلى اتخاذ الخطوات لتهيئة بيئة آمنة ومحايدة من شأنها أن تمكّن السوريين من إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تحت إشراف الأمم المتحدة وبشكل يتيح للنازحين واللاجئين والمهاجرين المشاركة فيها.
الباحث التاريخي والسياسي، عمر الحسون، أكد في اتصال مع راديو الكل، أن روسيا لا تستطيع فرض رؤيتها في هذا المجال سواء على الصين أو على الاتحاد الأوروبي في ظل الوضع الراهن ورفض النظام الحل السياسي.
كما استبعد أن تحضر أي دولة إقليمية المؤتمر بما في ذلك لبنان التابع لإيران خشية أن تطالها العقوبات الأمريكية.
وأشار الحسون، إلى أن موسكو تحاول الالتفاف على ما أقره المجتمع الدولي منذ سنوات من رفض لعودة اللاجئين ما لم تتم عملية انتقال سياسي.
وخلال الأيام الماضية، دفعت موسكو بثقلها الدبلوماسي عبر وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية لإقناع الأردن ولبنان بحضور المؤتمر الذي تنظمه في دمشق.
وأجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في عمّان يوم 27 من الشهر الماضي، كما التقى الوفد عقب ذلك بيوم الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت لبحث ذات الملف.
وكان مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجّه في 27 من تشرين الأول الماضي، دعوة إلى الدول والوكالات الأممية المعنية بالشأن السوري لحضور المؤتمر، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وفي 18 من حزيران، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.
وقالت المفوضية في تقرير سنوي، إن ما يقارب سدس الأشخاص المهجرين قسراً حول العالم هم سوريون، مضيفة أن اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة يعانون من صدمة النزوح المطول.
وكان الوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قال في آذار الماضي، إن الصراع في سوريا خلّف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري، فضلاً عن أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا.