“مصيره الفشل”.. الائتلاف يعلّق على مؤتمر روسيا للاجئين السوريين في دمشق
توقع الائتلاف الوطني السوري، فشل المؤتمر الروسي بخصوص اللاجئين السوريين في دمشق المزمع عقده في 11 و12 من تشرين الثاني الحالي، معرباً عن رفضه لمحاولات موسكو الدفع لإعادة اللاجئين في ظل الوضع الحالي.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر في الائتلاف، عبد المجيد بركات، لراديو الكل، اليوم السبت، 7 من تشرين الثاني، إن “الفشل مصير المؤتمر المزمع عقده في دمشق، إذ من غير المنطقي عودة اللاجئين إلى بيوتهم دون توفر الأمان وضمانات بعدم تعرضهم للاعتقال”
وأشار إلى أن التجارب السابقة في الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص الشمالي أثبتت عكس ذلك حيث دأب النظام على اعتقال المهجّرين.
وأكد بركات أنه “بطبيعة الحال ليس هناك تواصل بين الائتلاف والجهات الرسمية في موسكو التي تحضّر لهذا المؤتمر”، مشدداً أن الائتلاف “يرفض عودة أي لاجئ دون أن يكون هناك حل عادل وشامل للقضية السورية وأن يكون هناك انتقال سياسي حقيقي وأن تكون عودة اللاجئين طوعية”.
وأضاف أن “الائتلاف يتبنى ما تقوله المفوضية السامية لحقوق اللاجئين بأن عودة اللاجئين يجب أن تكون ضمن شروط أساسية من بينها الانتقال السياسي والعودة الطوعية والآمنة، وبما أن هذه الشروط لم تتوفر حتى الآن لا يجد الائتلاف أي إيجابية في عقد هذا المؤتمر”.
ورأى بركات أن “هذه المبادرة هي طرح من وزارة الدفاع الروسية في محاولة منها لاستعجال ما تعتبره نصراً عسكرياً على الأرض، كما تحاول الترويج دولياً أن أمور إعادة الإعمار يجري الترتيب لها بشكل سريع.
ولفت إلى أن روسيا لم تستطع إقناع أي من الأطراف بمبادرتها هذه بما في ذلك دول الجوار المقربة من النظام كالعراق ولبنان جراء عقبات كثيرة، أبرزها قانون قيصر الذي ينص على أن التعامل بمجال إعادة الإعمار وإعادة اللاجئين سيؤدي لعقوبات بموجب القانون، مضيفاً أن موقف لبنان والعراق نابع من خوفهم أن تطالهما العقوبات الأمريكية في هذا الصدد.
واستبعد بركات أن تشارك الجامعة العربية بالمؤتمر الحالي نظراً لأن عملية إعادة النظام إلى الجامعة العربية تحتاج إلى قرار يؤخذ بإجماع الأعضاء.
وأمس الجمعة، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية، عن مصدر دبلوماسي، أنه “تم توجيه دعوة لعدد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية لحضور المؤتمر الدولي للاجئين السوريين الذي سيعقد بدمشق في 11 من تشرين الثاني الحالي وعلى مدى يومين”.
غير أن المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، أقر بأنه “من غير المعلوم حتى الآن من سيحضر من هذه المنظمات”.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على زيارة وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكساندر لافرنتييف، إلى لبنان والأردن، إلا أن كلا من البلدين لم يعلن بشكل رسمي المشاركة في المؤتمر.
ويعني رفض لبنان والأردن وتركيا عملياً فشل المؤتمر، ولاسيما أن الدول الثلاث تؤوي نحو 6 ملايين لاجئ سوري.
وخلال الأيام الماضية، دفعت موسكو بثقلها الدبلوماسي عبر وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية لإقناع الأردن ولبنان بحضور المؤتمر الذي تنظمه في دمشق.
وأجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في عمّان يوم 27 من الشهر الماضي، كما التقى الوفد عقب ذلك بيوم الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت لبحث ذات الملف.
وكان مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجّه في 27 من تشرين الأول الماضي، دعوة إلى الدول والوكالات الأممية المعنية بالشأن السوري لحضور المؤتمر، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا.
وسبق أن أطلقت روسيا مبادرة في 2018 تدفع نحو إعادة اللاجئين من دول اللجوء المجاورة لسوريا، إلا أن تلك المبادرة لم تشهد استجابة تذكر.
وفرّ ملايين السوريين إلى خارج البلاد خلال السنوات التسع الماضية جراء العمليات العسكرية لقوات النظام ضد المدن الثائرة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكدت في 18 من حزيران الماضي، أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.