الجيش الوطني السوري يعتبر “مؤتمر روسيا للاجئين” “تألباً” جديداً على السوريين
اعتبرت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري، مساعي روسيا لعقد مؤتمر خاص باللاجئين السوريين “تألباً” على الملف السوري من خلال عدة معطيات دأبت روسيا بالفترة الأخيرة إلى العزف على وترها في سبيل إحياء مؤتمرها المجمد منذ 2018.
ووفقاً لما قالته إدارة التوجيه المعنوي على معرفاتها الرسمية، أمس الخميس، إن روسيا أخرجت ملفّ “مؤتمر اللاجئين السوريين” من خزانة وزارة دفاعها بعد فشلها في عقده عام 2018، لتعيد طرحه مجدّداً، وسط اهتمام كبير من الكرملين.
وأضافت أن روسيا تسعى من هذا المؤتمر الذي تنوي عقده في دمشق بـ 11 و12 الشهر الحالي، إلى استنساخ تجربتها في مسار أستانة بالالتفاف على المسارات الأممية القريبة من الرؤية الغربية والأميركية تحديداً.
كما تحدثت “التوجيه المعنوي” عن أمر آخر عملت روسيا على استغلاله لصالح مؤتمرها في هذه الفترة وهو محاولة خلق مسار جديد يطول لجولات عدّة عنوانه الرئيس “عودة اللاجئين”، مستغلّة الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية.
أما الأمر الآخر الذي رأت فيه إدارة التوجيه المعنوي التفافاً يؤكد غياب الجدية الروسية عن حلّ مشكلة اللاجئين، هو اجتهاد موسكو لحشد الدعم لمؤتمرها بزيارة مسؤوليها كل من لبنان والأردن وتجنب تركيا وأوروبا اللّتَين تستضيفان الملايين من اللاجئين.
وأكدت أن روسيا تجنبت تركيا في الحشد لمؤتمرها لأن الأخيرة اختبرت خداع موسكو الذي تكّرر أثناء مسار أستانة ومباحثات سوتشي المتكرّرة، حيث لم تلتزم روسيا بمُخْرجاتهما، إضافةً إلى تعقد العلاقة الروسية التركية في سوريا وليبيا وأذربيجان.
كما ساقت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني السوري سبباً آخر دعا روسيا لتجنب تركيا وهو “ضبابية بنود المؤتمر وعدم وضوح جدول أعماله وعدم مناقشته من الراعي الروسي أو النظام الأسدي أو حتى الدول التي نسّقت معها روسيا في هذا الخصوص”.
وتنوي روسيا عقد مؤتمر بدمشق في 11 و12 الشهر الحالي لبحث موضوع اللاجئين السوريين، حيث كانت قد فشلت في عقده عام 2018.
ولم تعلن أي دولة حتى اليوم، بما في ذلك لبنان والأردن، عزمها حضور مؤتمر اللاجئين في دمشق رغم الجهود الدبلوماسية الروسية في هذا السياق، حيث أجرى الوفد المشترك برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، مباحثات مع الملك عبد الله الثاني في عمّان يوم 27 من الشهر الماضي، كما التقى الوفد عقب ذلك بيوم الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت.
وكان مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجّه في 27 من تشرين الأول الماضي، دعوة إلى الدول والوكالات الأممية المعنية بالشأن السوري لحضور المؤتمر، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سوريا.