دعا خلال لقائه بيدرسون إلى حلول وسط.. أبو الغيط: لا حل عسكري حاسم للصراع في سوريا
التقى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في القاهرة وذلك في إطار الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لدفع بالعملية السياسية في سوريا بعد تعثر جهود اللجنة الدستورية جراء تعنت نظام الأسد.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة اليوم الخميس، 5 من تشرين الثاني، بأن اللقاء تناول آخر مستجدات الأزمة السورية، في ظل جهود المبعوث الأممي للدفع قدما بمسار الحل السياسي عبر عقد اجتماعات اللجنة الدستورية التي تضم ممثلين عن المعارضة والنظام والمجتمع المدني بغرض صياغة دستور جديد للبلاد، توطئة لعقد الانتخابات.
وأضاف المصدر أن أبو الغيط شدد خلال اللقاء على الأهمية التي توليها الجامعة العربية لتحريك الجمود الحالي الذي تمر به الأزمة السورية بعد عشر سنوات من الصراع، وفق ما نقل موقع الجامعة العربية.
وأوضح المصدر أن أبو الغيط أشار إلى عدم وجود حل عسكري حاسم للصراع في سوريا، وأكد على ضرورة الوصول إلى حلول وسط تسمح بالعودة إلى الحالة الطبيعية، وإنهاء معاناة السوريين، سواء في داخل الوطن أو خارجه.
ونقل المصدر عن أبو الغيط أن اللجنة الدستورية – وإن كانت تُقدم بداية للحل من أجل بناء الإجماع وبناء الثقة حول مستقبل جديد للبلاد- إلا أن القضايا العالقة محل الخلاف تتجاوز اللجنة.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى القاهرة في إطار جهوده الإقليمية لاستئناف جولات اللجنة الدستورية السورية في جنيف بعد تعثرها جراء تعنت النظام.
وفي 3 من الشهر الحالي، بحث بيدرسون مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، التطورات في سوريا، وأنشطة اللجنة الدستورية.
وقبل ذلك بأيام، زار بيدرسون دمشق وعقد فيها اجتماعا مع وزير خارجية النظام وليد المعلم، والرئيس المشترك للجنة الدستورية، أحمد الكزبري، كما التقى السفير الروسي في دمشق.
ونقلت صحيفة الوطن” الموالية للنظام أن زيارة المبعوث الأممي إلى دمشق، مهدت لاستئناف عمل اللجنة الدستورية والتي قد تعقد جولتها القادمة نهاية تشرين الثاني الحالي.
وسبق أن أقرت الصحيفة ضمناً أن النظام عرقل جولة من اجتماعات اللجنة كانت مقررة في 5 من الشهر الماضي في جنيف، وبررت ذلك بقيام بيدرسون بإدخال تعديلات على جدول الأعمال الذي كان متفقاً عليه سابقاً، الأمر الذي تم تصنيفه على أنه خروج عن مهام المبعوث الخاص الذي ينحصر دوره في تسيير أعمال لجنة مناقشة تعديل الدستور فقط.
وفي 18 من أيلول الماضي، أعلن بيدرسون تعثر جهود وضع جدول أعمال للجولة المقبلة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية، دون أن يشير إلى الطرف المعطل غير أن وفد النظام رفض خلال الجولة الماضية طلباً بتمديد المباحثات.
ويحاول كل من نظام الأسد وروسيا عرقلة جهود اللجنة الدستورية السورية بهدف تعطيل العملية السياسية وضمان بقاء بشار الأسد على رأس هرم السلطة.
وفي 29 من آب الماضي، اختتمت الجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف دون تحقيق نتائج تذكر، وذلك بعد رفض النظام تمديد أعمال الجولة.
وتتألف اللجنة الدستورية من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من المعارضة والنظام والمجتمع المدني، ومن المنتظر أن تقوم بعملية إعادة صياغة الدستور السوري، تحت إشراف أممي.
وبدأت أعمال اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، باجتماعات في جنيف السويسرية، لتتوقف في ذات الشهر، وسط اتهامات للنظام بالمراوغة لتعطيل عمل اللجنة.