تحديات تعتري قانون “قيصر” على ضوء المنافسة بين ترامب وبايدن
رغم أن المرشحين متفقان على مواصلة الضغوط الدبلوماسية على نظام الأسد، إلا أن طبيعة تلك العقوبات وشدتها ومدى شمولها قد يتفاوت من إدارة لأخرى.
ليس بالضرورة أن تعني حالة التوافق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلسي النواب والكونغرس، على إقرار قانون “قيصر” أن نهج العقوبات المنبثقة عنه سيكون واحداً حتى لو تغيرت الإدارة الأمريكية.
ورغم أن المرشحين متفقان على مواصلة الضغوط الدبلوماسية على نظام الأسد، إلا أن طبيعة تلك العقوبات وشدتها ومدى شمولها قد يتفاوت من إدارة لاخرى ولاسيما أن العقوبات بحد ذاتها تستخدم كورقة في أي مفاوضات مع نظام الأسد على ملفات ثانوية مثل ملف المعتقلين الأميركيين.
وعملت إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ إقرار القانون على الدفع بقوة إلى تطبيق العقوبات وأدرجت بشكل شبه شهري شخصيات وكيانات على قوائم المعاقبين وضغطت على الدول المحيطة بسوريا لوقف تعاونها مع الأسد كما حدث مع لبنان.
وتنظر الإدارة الأمريكية الحالية لقانون قيصر على اعتباره وسيلة لدعم الحل السياسي للصراع في سوريا، وفقاً لتعبير جويل رايبيرن، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص لسوريا.
وفي حال مواصلة الإدارة الحالية من المنتظر أن تتصاعد وتيرة الضغوط الأمريكية بموجب قانون قيصر ولاسيما أن القانون ذاته ليس بمحل خلاف بين الحزبين.
وعلى الجانب الآخر، تتسم تصريحات جو بايدن حول الشأن السوري بالضبابية إذ لم يتطرق في تصريحاته إلى عقوبات قيصر بشكل مباشر، لكن البيان الموجه للعالم العربي الصادر عن حملته أكد على استخدام النفوذ الأمريكي في المنطقة للمساعدة في تشكيل تسوية سياسية لمنح المزيد من السوريين صوتًا، دون أي تفاصيل إضافية.
غير أن صحيفة الواشنطن بوست نقلت عن، توني بلينكين، مستشار السياسة الخارجية لـ”بايدن” قوله: إن “قانون “قيصر” يعتبر أداة مهمة للغاية تسهم في الحد من قدرة نظام الأسد على تمويل عنفه والضغط عليه لتغيير سلوكه”.
وبالنظر إلى الماضي، قدّم البيت الأبيض في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، تنازلات في ملف عقوبات قيصر حتى قبل أن يبصر النور، حيث قبلت إدارة أوباما عام 2016 الطلب الروسي بتأجيل التصويت على قانون قيصر ما أدى إلى تعثر إقراره حتى نهاية العام الماضي.
ويسود تخوف من أن يعود بايدن إلى انتهاج سياسة أوباما ولا سيما أنه شغل منصب نائبه لفترتين رئاسيتين اتسمتا بنهج أكثر تصالحاً مع إيران كما طفا حينها التقارب بين واشنطن وموسكو إزاء الملف السوري إلى السطح بعد أن منحت واشنطن آنذاك الضوء الأخضر لروسيا بالتدخل عسكرياً في سوريا.
وفيما لا يزال المرشحان يخوضان السجال على أشده قد تصنع تفاصيل صغيرة الفرق ولاسيما أن السياسة الخارجية لترامب حققت إنجازات غير مسبوقة عربياً من منظور أمريكي.