هل يتغير الموقف الأمريكي من رحيل الأسد بوصول بايدن للبيت الأبيض؟
رغم تصاعد الزخم الدبلوماسي الأمريكي إزاء الشرق الأوسط مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لم يطرأ شيء يذكر في نهج الولايات المتحدة إزاء رحيل الأسد.
شيئاً فشيئاً أخذت السياسية الأمريكية بتخفيض سقف مطالبها إزاء سوريا ولاسيما رحيل رأس النظام الأسد، رغم ما قدمته سلفاً من وعود وما رسمته سابقاً من خطوط حمراء.
وطرأت تحولات جذرية على النهج الأمريكي إزاء سوريا وبالأخص رحيل الأسد ونظامه عن السلطة، رغم الثبات النسبي للإدارة الأمريكية ومزامنة الثورة لنحو 6 سنوات من عمر إدارة باراك أوباما، الذي طالب بداية الثورة بإنهاء نظام الأسد ورسم خطوطاً حمراء ما لبث أن تجاوزها الأسد بعد تغيير إدارة أوباما مواقفها من رحيله في إطار ما تبين لاحقاً شمول بقاءه كجزء في الاتفاق النووي الإيراني.
ورغم تصاعد الزخم الدبلوماسي الأمريكي إزاء الشرق الأوسط مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لم يطرأ شيء يذكر في نهج الولايات المتحدة إزاء رحيل الأسد، بل واصل الرئيس الجمهوري نسق التراجع البطيء أمام روسيا ووكيلها بشار الأسد.
وبالمجمل اتخذت إدارة ترامب مواقف أكثر وضوحاً إزاء الملف السوري وأقرت علناً وفي أكثر من مناسبة أنها لا تريد تغيير النظام ولكن تهدف إلى تعديل سلوكه بما يتسق مع رؤيتها في الشرق الأوسط.
وبالنظر إلى السنوات الأربع الماضية من ولاية دونالد ترامب، لا يبدو أن ترامب في وارد تغيير موقفه من نظام الأسد ورأسه في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية، إلا أن بقاءه قد يعني استقرار السياسة الأمريكية الحالية القائمة على التشديد التدريجي للعقوبات على النظام ودفعه إلى قبول العملية السياسية التي نص عليها القرار الدولي 2254.
ولا تبدو الصورة بذات الوضوح بالنسبة للمرشح الديمقراطي جو بايدن الذي تحاشى الحديث عن مصير الأسد في كافة خطاباته وحواراته خلال الأشهر الماضية.
وبالنظر إلى بيان حملة بايدن الانتخابية تجاه الدول العربية الصادر نهاية آب الماضي، يبدو جلياً أن المرشح الديمقراطي لايريد الخوض في تفاصيل الملف السوري حيث اكتفى البيان بالحديث عن خطوط دبلوماسية فضفاضة من قبيل التعهد بالضغط على جميع الجهات الفاعلة لمتابعة الحلول السياسية والالتزام بالوقوف مع المجتمع المدني والشركاء المؤيدين للديمقراطية.
غير أن اختيار بايدن السيناتور كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه يعتبر مؤشراً إيجابياً حيث تعرف هاريس بموقفها المعادي لجرائم نظام الأسد، وسبق أن هاجمت النائبة تولسي غابارد لرفضها وصف رأس النظام بشار الأسد بـ “مجرم حرب”.
وفي ظل هذا التقلب يسود تخوف من أن تُبقي الإدارة الأمريكية الملف السوري على وضعه الراهن من أجل استخدامه كورقة تفاوضية في صراعاتها الشرق أوسطية ضد موسكو وطهران، ما قد يضمن مزيداً من سنوات الحكم لبشار الأسد ويطيل معاناة السوريين لأعوام قادمة.